قرأت ما نشر مؤخراً عن " الحملة التطوعية الأهلية لتنظيف وادي نجران" وهي من فكرة وإدارة مجموعة من شباب منطقة نجران الرائعين، ومثل هذه الأفكار تعتبر إشراقه في ضمير أي مجتمع تواق للتقدم والرقي، والأعمال التطوعية باختلاف أنواعها في الأصل رافد من روافد التنمية وتسير في خط متوازي مع العمل الرسمي، وأي مشاريع أو أعمال تقام في أي مكان يتوجب أن يصاحبها درجة عالية من الوعي المجتمعي بأن مثل هذه المشاريع هي في الأساس مكتسبات الناس وهي لخدمتهم وخدمة أجيالهم القادمة ومن الواجب أن يرعاها الجميع ويحافظون عليها، وكل ما نتمناه هو أن يرتفع مستوى الحس بالمسؤولية وإدراك أهمية مثل هذه الأعمال في مسيرة التنمية التي ينشدها الجميع! وهذا الوجه المشرق والإيجابي لأبناء نجران هو ما نتمناه أن يكون دائماً بطاقة التعريف التي يحملها كل نجراني ، جيل جديد بفكر عصري ومحب للخير ، ورقي المجتمعات الإنسانية وتقدمها وترابطها يرتكز على عدة أمور ومن ضمنها الأعمال التي تقوم على مبادرات خالصة من أهل المكان ، ونجران وأهلها من بداية التاريخ محبين للخير والتعاون وخدمة الإنسان والمكان، وهذه الحملات والأعمال التطوعية ماهي إلا ترجمان على أرض الواقع لهذه القيم الأصيلة! وفي وجهة نظري أن شرف خدمة الإنسان لمنطقته وناسه لا تقدر بثمن ، والأعمال التطوعية مهما كان نوعها يحيط بها الخير والإيجابية من كل جانب، ولكن مهم جداً أن نحافظ على سمو الرسالة التي تقدمها هذه الأنشطة وذلك من خلال الابتعاد عن أي أهداف أو غايات ضيقة الأفق قد تتسبب في فقدانها مصداقيتها في عيون المجتمع! وفي الأخير نتمنى أن نرى مشاركة طلاب المدارس وأصحاب النفوذ والفكر والرأي والرياضيين وتواجدهم في هذه الحملة وكذلك مدراء الدوائر الحكومية والمجلس البلدي ومجلس المنطقة والغرفة التجارية لما في ذلك من غرس حب الأعمال التطوعية في نفوس النشء وتعزيز لأهمية الأعمال التطوعية وتحسين النظرة لمثل هذه الأنشطة لدى شرائح المجتمع المختلفة، وكذلك مشاركة وسائل الإعلام المختلفة بإلقاء الضوء وإبراز هذا العمل حتى يصل إلى أكبر شريحة من الناس! مخرج .. المجتمعات الإنسانية المتقدمة وتحديداً في العالم الأول تقوم على فلسفة (الأخذ والعطاء) ، فلنعطي نجران ومواردها ومعالمها ومتنزهاتها الاهتمام والرعاية حتى نحصل على المدينة العصرية التي طالما حلمنا بها والتي سوف تهتم لاحقاً بنا وبأجيالنا! بقلم أ. يحيى العرشي آل قريشة كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية