فتح صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران قلبه ل«عكاظ»، وتحدث عن جوانب كثيرة من حياته الخاصة والعامة لم يسبق له التطرق لها، وأبدى فخره واعتزازه بمرافقته لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله في كثير من زياراته الخارجية ولقاءاته الهامة بعدد من زعماء دول العالم، وأكد سموه أن الملك عبدالله ورغم إدراكه بأهمية بعض هذه الزيارات واللقاءات في معالجة بعض القضايا العربية والإسلامية لم يقدم أي تنازلات، بل كان صريحا وشفافا في المباحثات يحفظه الله كان ومازال يحمل هم القضية الفلسطينية وما يدور من صراعات داخل جسد الأمتين العربية والإسلامية، وأوضح سمو أمير منطقة نجران أنه خريج مدرسة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، الذي وصفه ب«المدرسة الجامعة»، وقال بأنه لا يمكن الفصل بين وزارة الخارجية وسعود الفيصل، وتطرق الأمير مشعل بن عبدالله إلى حنكة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية في معالجة أوضاع الحدود والنجاح في تأمينها من المهربين والمتسللين وكل من يريد العبث بأمن الوطن، مشيرا إلى أن إدخال طائرات الهليكوبتر لتأمين حدود الوطن قريبا ما هي إلا قليل من كثير يقدمه سمو وزير الداخلية للقطاعات الأمنية المنوط بها حماية أمن الوطن والمواطن، كما تحدث الأمير الشاب عن مستقبل منطقة نجران وهموم شبابها، والقضايا التي تشغل بال المواطن في هذا الجزء العزيز من الوطن الغالي، فإلى نص الحوار: رافقتم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله في كثير من زياراته الخارجية، كيف كان الملك يحضر قبل لقاءاته بالزعماء العالميين، وكيف يتعامل مع المرافقين من الأمراء والوزراء؟. بكل صراحة يتعامل مع الوفود بكل ود وحب، ويحرص على أن يشكل الجميع منظومة عمل واحدة، وكان يحفظه الله وخاصة في الزيارات التي ترتبط بأحداث وأزمات يواصل الاجتماعات مع الوفد المرافق لمناقشة كل صغيرة وكبيرة، ويحرص على الاستماع لكل الآراء من المسؤولين ذوي العلاقة بالأمر الذي يطرح للنقاش، إضافة إلى كل ذلك دقته المتناهية في كل المواضيع، وللأمانة كان يفاجئنا بكثير من الرؤى والأفكار التي لم نكن نستوعب أنه سيطرحها لما لها من أهمية. الملك يحمل هم الأمة التقى خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله بعدد من زعماء العالم لمناقشة كثير من القضايا التي تشغل الأمتين العربية والإسلامية، كيف كان يحضر لمثل هذه اللقاءات؟. عندما رافقت سيدي خادم الحرمين الشريفين في ذلك الوقت كنت موظفا في مكتب الأمير سعود الفيصل، ولا شك كان ولازال شغله الشاغل هموم وآمال وتطلعات الأمتين العربية والإسلامية، الأمر الذي أشغل باله كثيرا، وبحكم قربي كنت أشعر بمدى الألم الذي يعتصر قلبه جراء ما لحق بالفلسطينيين، وما يحيق بالأمتين العربية والإسلامية من مشكلات وخلافات، ورغم أن خادم الحرمين الشريفين يدرك أن جزءا من الحلول قد تأتي من بعض الدول الصديقة، إلا أنه يحفظه الله كان يواجههم بقوة الحجة، ويطالبهم بإحقاق الحق، مما جعله يفرض احترامه على جميع زعماء العالم الذين عرفوه صادقا في القول والعمل، وللأمانة.. مثل هذه اللقاءات الهامة تشغل تفكيره وتجعله يجتمع مع الأمراء والوزراء أكثر من أربع مرات في اليوم الواحد للخروج بأفضل النتائج، وأحب أن أوضح أن زيارات خادم الحرمين الشريفين لبعض الدول لم تشغله عن اللقاءات بسفراء الدول العربية والإسلامية، وأبنائه المبتعثين. سعود الفيصل مدرسة جامعة لا يمكن الفصل بينه وبين وزارة الخارجية محمد بن نايف عراب الأمن.. والطائرات ستؤمن الحدود قريبا العمل يسير بشكل جيد في مشروع السياج الحدودي الأمني مع اليمن سعود الفيصل مدرسة شاركتم سمو الأمير في قمم عربية وخليجية ومؤتمرات دولية، حدثنا عن ذلك؟. عملت في وزارة الخارجية مع صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وتحديدا بمكتبه، وهو بلا شك قامة ومدرسة استفدت منه الكثير خاصة أن سموه يحمل نفس تخصصي علوم سياسية، والكل يعرف أن الأمير سعود يهتم بأدق التفاصيل فيما يتعلق باجتماعات جامعة الدول العربية والمؤتمرات الخارجية، وشاركت مع سموه في كثير من هذه المحافل الدولية، وبصراحة لا يمكن الفصل بين الأمير ووزارة الخارجية، فهذا الرجل أثر في مسيرتي العلمية والعملية، وشكل لي أفقا أوسع، مع العلم أن العمل مع الأمير سعود متعب؛ لأنه حريص جدا، فالعمل رفيقه في الطائرة والسيارة والمكتب، وليس لديه وقت للراحة، أعود فأكرر أن سموه مدرسة جامعة استفدت منه الكثير. ألقيتم سمو الأمير كلمة للمملكة في الأممالمتحدة.. حدثنا عن ذلك. ألقيت أربع كلمات للمملكة في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وكانت جميعها تحمل توضيحا لمواقف المملكة تجاه عدد من القضايا من ضمنها التسلح النووي وبعض القضايا بالمنطقة، وكان التركيز على القضية الفلسطينية، خاصة أن المملكة ومنذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز وحتى يومنا هذا حريصة على القضية الفلسطينية، كما أن الأمير سعود الفيصل يشعر في ذلك الوقت باهتمام الملوك بهذه القضية، فكان حريصا على أن تكون هذه القضية ضمن محتويات أي خطابات للمملكة تلقى في الأممالمتحدة. شاركتم في كثير من مؤتمرات مكافحة الإرهاب، وأنت الآن أمير لمنطقة نجران الحدودية، هل وظفتم هذه الخبرات للمساهمة برؤى وأفكار تخدم أمن الحدود؟. لا شك. استفدت من العمل الأول في وزارة الخارجية، وأفادني في عملي الحالي كأمير لمنطقة نجران، خاصة ما يتعلق بالحدود وأمنها وقضايا التهريب، ولا أستطيع أن أقول إن هذه التجربة أكسبتني بعدا عسكريا وإنما بعدا دبلوماسيا في كيفية مناقشة أوضاع الحدود. الملك يفاجئنا بالأسئلة أنتم أبناء الملك عبدالله بن عبدالعزيز، متى تلتقونه في رمضان؟. نفطر معه يحفظه الله بصفة شبه يومية، ما عدا بعض الأيام التي يخصصها للإفطار مع المواطنين والمسؤولين في الدولة. وحول ماذا يدور حديث الملك معكم؟. غالبا حول الشأن العام المتعلق بالمواطن وهمومه، إضافة إلى أنه يفاجئ من يتقلدون مناصب في الدولة من أبنائه بأسئلة لا تخطر على بال أي منهم، ولا يتوقعونها، وهي أسئلة تتعلق أحيانا بمشاريع وقضايا حيوية وأحيانا أخرى عن الحياة اليومية للمواطن، مثلا يسألني بعدما كلفت بإمارة نجران: عندكم في نجران متى يؤذن المغرب ومتى تفطرون، وكيف هي الأجواء الرمضانية، ثم يفاجئني بسؤال: «ليش تأخر مشروع المياه؟». وأنتم صغار كيف كان يعاملكم الملك عبدالله في رمضان؟. كان يسألنا ويداعبنا «من الصايم فيكم، ومن اللي ما هو بصايم؟»، فتأتي إجابتنا جميعا «كلنا صايمين الله يحييك»، وللأمانة هذه المتابعة الدقيقة والسؤال الدائم جعلنا نحرص على الصيام وعمر الواحد فينا لم يتجاوز السبع سنوات، خوفا من هذا السؤال. صمت في السابعة من عمري متى بدأت سمو الأمير الصيام؟. بصراحة لا أذكر تحديدا، ولكن وعمري سبع سنوات تقريبا، وبعد الأسئلة التي كان يمطرني بها سيدي خادم الحرمين الشريفين، وهل أنا صائم أم لا. كانت بداية التحاقكم بالدراسة في الرياض، حدثنا عن هذه الفترة الزمنية؟. دراستي الابتدائية كانت في مدارس الرياض الأهلية، ولازلت على تواصل حتى اليوم مع عدد من زملاء هذه الفترة، بعضهم يتقلد مناصب في الدولة، والآخرون يعملون في مجالات الإعلام والاقتصاد والرياضة والسياسة وبعض مجالات الحياة، وأعتز بهم جميعا، أما المرحلتين المتوسطة والثانوية فكانت بين مدارس نجد وثانوية الملك خالد، ثم التحقت بجامعة الملك سعود بالرياض. ثم ابتعثتم للدراسة خارج الوطن؟. نعم، كانت رحلتي للدراسة في الخارج تحديا، وكان سيدي خادم الحرمين الشريفين حريص على أن أذهب للخارج لوحدي، وهذه التجربة جاءت نقلة نوعية في حياتي لأنني اعتمدت بالفعل على نفسي في عالم جديد، ورغم أن الدراسة في بريطانيا كانت صعبة جدا، يضاف إلى ذلك الغربة بعد التعود على الأجواء الأسرية، استطعت ولله الحمد تجاوزت كل العقبات بالاعتماد على النفس. اتصالات الاطمئنان والمتابعة كيف كان الصيام خارج أرض الوطن؟. كان صعبا جدا، لأننا في الخارج نفتقد للروحانيات التي نشعر بها في المملكة أو الدول الإسلامية، وكنت أشتاق لسماع الأذان، يضاف إلى ذلك أن فترة الصيام طويلة فمغيب الشمس عند الساعة التاسعة مساء. هل كان الملك يتابع سموكم وأنت في بريطانيا؟. نعم، كنت أتفاجأ بالاتصال على تلفون الشقة التي أسكنها في أوقات مختلفة، وعندما أرد إذا بالملك الله يحفظه هو المتصل، فكانت متابعته تضفي بالنسبة لي طابعا من الراحة، وتشعرني أنني لست لوحدي في بريطانيا، ولا أخفيك إذا قلت لك أن كل اتصال يعطيني دافعا للعطاء لمدة أسبوعين قادمين. عشت في لندن بمفردك.. من كان يعد لك وجبة الإفطار الرمضاني؟. اشتركت مع مطعم عربي مجاور للشقة التي أسكنها، وكان يعمل على إيصال وجبة الإفطار للشقة قبل موعد الأذان بساعة. سمو الأمير، في شهر رمضان المبارك، يمر العالم العربي بكثير من الاضطرابات، كيف تتابع هذه الأوضاع؟. أتابع بلا شك هذه الأزمات كأي مواطن عربي مسلم حريص على مستقبل الدول العربية، وأتابع عن كثب عن طريق النشرات والبرامج الإخبارية ما يحدث في سوريا ومصر وتونس وبعض البلدان الأخرى، ويحز في الخاطر كثيرا، وأمر مؤلم لكل مسلم خاصة ما يحدث في سوريا، وندعو الله بأن يعيد لمصر وسوريا الأمن والاستقرار. كيف يرى سموكم الخروج من هذا المأزق الذي تمر به الأمة العربية؟. بالرجوع إلى كتاب الله وسنة نبيه، ومخافة الله في هذه الشعوب وعدم الطغيان عليها، وحقيقة نشاهد مجازر في سوريا، أما مصر فأدعو الله أن يعيدها إلى ما كانت عليه من أمن واستقرار، فهي الأخت الكبيرة ونعول عليها الكثير. أتسحر مع والدتي وأسرتي تعملون ليل نهار حتى في هذا الشهر الفضيل، ما حصة أسرتك سمو الأمير من وقتك؟. شهر رمضان يخلق الأجواء الأسرية، فبعد الإفطار أطلع على بعض المعاملات المهمة جدا، ويستمر الوضع حتى الواحدة بعد منتصف الليل يتخلل ذلك صلاة العشاء والتراويح، وما بعد ذلك أخصصه لأسرتي، وأعتقد أن الأهل يرون بعضهم في رمضان أكثر من بقية الشهور الأخرى. بعد أن كلفتم بإمارة نجران، كيف وجدتم الصيام في هذه المنطقة؟. أجواء نجران لطيفة وجميلة ومريحة وتساعد على الصيام، وتعجبني الكثير من الأكلات الشعبية النجرانية، وتكليفي من قبل ولي الأمر بهذه المهمة هو من أجل خدمة المنطقة وأهلها الأوفياء. تشهد المنطقة الكثير من المشاريع، كيف تتابعونها سمو الأمير في رمضان؟. من خلال الزيارات الميدانية والزملاء المكلفين، علما بأن العمل في رمضان لا يختلف عن بقية الشهور، والزملاء المعنيين في الأمارة وبعض الجهات ذات العلاقة يبذلون جهودا كبيرة على مدار العام، ومن خلال «عكاظ» أقدم لهم الشكر على تفانيهم في أداء واجباتهم تجاه المنطقة، وحرصهم على أن تسير وتيرة العمل بصورة منتظمة. الطريق بين نجران وجازان بعد مضي أربع سنوات على تكليفكم بإمارة نجران، ما مدى رضاكم عن ما أنجز من مشاريع؟. أخ عبدالله الطموح لا يتوقف عند حد معين، ونأمل دائما في تحقيق الأفضل للمنطقة وأهلها، والوصول إلى مرحلة الرضا يعني التوقف عن العمل وعدم الإتيان بجديد، فلست راضيا بصفة مطلقة، ولكن ما تحقق من إنجازات في مختلف الجوانب التنموية أمر يدعو للسعادة، وأملنا الأكبر أن يكون الإنجاز وفق المواصفات وبما يحقق الفائدة المرجوة مما ينفذ حاليا من مشاريع، ويعود بالنفع على المواطن، وهذا الأمر يدعوني لتوجيه الشكر للإخوان في الأمارة والأمانة والمجلس البلدي وجميع الإدارات المعنية الذين يبذلون أقصى الجهود، ولا شك بأن هناك تقصيرا من قبل بعض الإدارات في هذا الجانب. وهل هناك مشاريع مستقبلية موضوعة على أجندة سموكم؟. كثيرة جدا، ولكن أفضل أن نسير خطوة بخطوة، لأن تكثيف العمل في إنجاز المشاريع في فترة معينة قد يخلق نوع من الارتباك الذي يؤثر على مستقبل العملية التنموية، ونحمد الله اعتمدت الكثير من المشاريع الهامة للمنطقة كان آخرها المدينةالرياضية ومقر نادي نجران، وهناك مزيد من المشروعات الهامة مثل طريق نجران جازان، الذي صدر أمر ملكي باعتماده، وبإذن الله ينفذ خلال عام، بعد الانتهاء من بعض الإجراءات الدائرة حاليا بين وزارتي المالية والنقل، وهي إجراءات لن تؤثر على هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته أكثر من ملياري ريال، لأن اعتماده جاء بأمر من سيدي خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله. قمتم بزيارات ميدانية لبعض المشاريع، واجتمعتم مع عدد من مديري الإدارات، وعالجتم كثيرا من أوجه الخلل في هذه المشاريع، إلا أن بعض المقاولين لازالوا سببا في تأخير مشروعات مهمة، أين الحلول؟. السؤال مهم جدا، لأننا عانينا الكثير من بعض المقاولين، ولإيجاد الحلول المناسبة لهذه المعضلة تم التنسيق بين الإمارة والأمانة لتنظيم معرض لتوعية المقاول بكيفية الدخول في المناقصات وتنفيذ المشاريع، وضرورة الوفاء بالالتزامات، وأحب أن أؤكد بأن ليس هناك أي تساهل مع المقاولين الذين يتسببون في تعطيل المشاريع، لأنهم منحوا أكثر من فرصة، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه»، وأعتقد أن الشركات وهي تتولى تنفيذ هذه المشاريع تقوم بواجب وطني يجب عليها الوفاء بكل التزاماته، وأحب أن أطمئن الجميع بأن أي مقاول يوكل إليه تنفيذ مشروع حيوي سيكون عند حسن الظن. مشروع جلب المياه لمدينة نجران من الربع الخالي ألا ترون سمو الأمير بأنه تأخر كثيرا؟. المياه وصلت ولله الحمد، إلا أنه لم يشمل جميع الأحياء، وخاطبنا وزارة المياه وجاءت الوعود بأن شمول أرجاء المنطقة بشبكة المياه سيكون في أسرع وقت، وأحب دائما أن أؤكد حتى من خلال مجلس المنطقة على ضرورة التنسيق بين الإدارات المعنية بالمشاريع حتى لا تشوه المشاريع بعملية الحفر بحجة إيصال المياه أو غيرها، فاقترحنا لقاءات عديدة بين مسؤولي هذه الجهات للتنسيق قبل البدء في أي مشروع، لضمان استفادة المواطن من جميع الخدمات، وقد لاحظت أثناء جولاتي الميدانية أن مشاريع سفلتة حديثة تضررت وتشوهت بسبب الحفر لمشاريع أخرى. ولكن سمو الأمير هذا التنسيق أخر عجلة التنمية.. ما تعليقكم؟. هذا صحيح، وأتفق معك كليا، ولكن استطعنا تجاوز بعض التأخير من خلال حث الجهات المعنية بالمشاريع على ضرورة مخاطبة الوزارات المعنية وسرعة البت في مشاريعها لتلافي هذا التأخير. مستقبل أبالسعود التنموي هذا الأمر ينطبق على مدينة أبالسعود التي تغرد خارج سرب التنمية، رغم علمنا باعتماد مئات الملايين لعدد من المشاريع فيها.. ما رأيكم؟. التقيت بعدد من ممثلي أهالي وسكان مدينة أبالسعود في مكتبي واستمعت إليهم كثيرا، وتفهمت معاناتهم ومدى الاحتياج لسرعة البدء في تنفيذ المشاريع المعتمدة، وأحب أن أطمئنهم بأن هناك مشروعا متكاملا لسفلتة وإنارة مدينة أبالسعود بأكملها، وإزالة المباني الآيلة للسقوط، وافتتاح فروع لبعض الجهات الخدمية التي تهم المواطن مثل الهلال الأحمر، كما اتفقت مع وزير الصحة على اعتماد مستشفى لغرب مدينة نجران، بحيث يعالج وضع المبنى القائم للأفضل، كما وجهت أمين المنطقة بأن يخصص يوما في الأسبوع لمباشرة العمل في أبالسعود لرصد الاحتياجات عن قرب والإشراف على المشاريع عن قرب، لأننا ندرك أن أبالسعود هي أساس المنطقة، وبإذن الله ستكون في القريب العاجل منطقة ذات جذب سياحي. ألا تعتقدون سمو الأمير بأن تشكيل هيئة عليا لتطوير المنطقة على غرار ما هو معمول به في المناطق سيقضي على عشوائية تنفيذ المشاريع؟. هذا صحيح، ولا شك أن مثل هذه الهيئة تتولى التنسيق بين الوزارات المعنية بالمشاريع، وتقضي على العشوائية في التنفيذ كما ذكرت، ولا أخفيك أن الموضوع تحت الدراسة للاستفادة من الهيئة بشكل كامل، وطلبنا من الإخوان في منطقة حائل تجربتهم في هذا الصدد وأرسلت لنا، وهي تحت الدراسة وعند الانتهاء منها، سنرفعها لسمو سيدي وزير الداخلية، ليرفعها بدوره للمقام السامي للموافقة عليها. المداخل والمشاريع التجميلية الحديث عن جماليات مطار نجران الحديث، متى يتحقق حلم الأهالي والسكان باعتماد رحلات دولية من وإلى هذا المطار الهام والحيوي؟. من خلال «عكاظ» العزيزة على قلبي، أبشر الأهالي بأنه صدر قرار وزارة الداخلية باعتماد مطار نجران كمطار إقليمي، وحقيقة أشكر الأمير محمد بن نايف على جهوده المبذولة في هذا الجانب كما هو حال سموه في كثير من الجوانب التنموية التي تهم الوطن والمواطن، فالمطار أصبح جاهزا تماما خاصة بعد توفير وزارة الداخلية لجميع الأجهزة الأمنية الملحقة بالوزارة والجمارك وكل متطلبات هذه النقلة الهامة، وتفاهمنا مع الخطوط السعودية لبدء برمجة الرحلات الدولية ووعدونا خيرا، وهنا لا أنسى جهود الأمير مشعل بن سعود أمير المنطقة السابق الذي بذل جهودا من أن أجل أن يرى هذا المطار النموذجي النور. وماذا عن المداخل الأخرى؟. أشرف بنفسي وبالتنسيق مع الأمانة على مدخلي مدينة نجران الشمالي والغربي، من خلال إنشاء بوابتين مستوحاة من التراث العمراني لمنطقة نجران، إضافة إلى تحسين المنطقة الواقعة أمام مطار نجران من خلال المسطحات الخضراء والمجسمات الجمالية وتنفيذ جسور لتسهيل حركة المرور من والى المطار، يضاف لذلك تنفيذ المركز الحضاري بتكلفة 16 مليونا للمرحلة الأولى، ويضم مسرحا وقاعات محاضرات وساحات عرض، كل هذا يضاف له اعتماد استكمال طريق الملك عبدالله إلى أن يتصل بطريق محافظة خباش جامعة نجران، بما في ذلك جسور لتسهيل الحركة المرورية، واعتماد تنفيذ طريق الأمير مشعل (الواقع على امتداد جنوب وادي نجران)، واعتماد تنفيذ طريق غرب المدينة الجامعية يرتبط بطريق شرورةجنوبا مرورا بالمدينة الجامعية، فكل هذه المشاريع يضاف إليها المداخل تشكل لمسة جمالية للمنطقة مستقبلا. محاربة الفساد والإقصاء سمو الأمير هناك جوانب فساد تم الكشف عنها في كثير من المناطق، ولم نسمع عن مثل ذلك في نجران، هل هذا يعني أن ليس هناك فساد مالي وإداري في بعض أجهزة الدولة؟. بالعكس يوجد فساد، وبالمناسبة أشكر رئيس هيئة مكافحة الفساد ومعاونيه على جهودهم في كشف بعض أوجه الخلل والتقصير في بعض الأجهزة، وكذلك المباحث الإدارية التي تقوم بعمل جبار في هذا الجانب، وهناك مسؤولون أحيلوا للتحقيق، من بينهم قيادات وموظفين، لذلك الأمور تسير من حسن إلى أحسن بمشيئة الله تعالى. هناك من يشير إلى حالة إقصاء تمارس بحق أبناء المنطقة من قبل الجامعة، من حيث القبول والتوظيف، كيف تردون؟. الشباب ركن أساسي من أركان الدولة، وغالبية سكان المملكة من فئة الشباب، ومن هنا جاء اهتمام الدولة بهذه الفئة، وللإجابة على السؤال أحب أن أوضح أنني تناقشت مع مدير جامعة نجران بعد أن وصلني مثل هذا الأمر، وللأمانة لم أجد إقصاء وأؤكد بأن أبناء المنطقة هم أولى من غيرهم بهذه الجامعة، وربما كانت هناك مشكلة في بعض قياسات القبول في الجامعة، وكان طموحنا رفع نسبة المعدل وبالتالي رفع مستوى الجامعة، وتمخض نقاشي مع مدير الجامعة إلى ضرورة خفض نسبة معدل القبول، وأغلب طلاب الجامعة حاليا من أبناء المنطقة. وفيما يتعلق بعملية التوظيف في الجامعة؟. الآن توجد كوادر طيبة ولا بأس بها من أبناء المنطقة في الجامعة، ولكن في السابق كانت قليلة بسبب النقص في هذه الكوادر، وكل أبناء المملكة نرحب بهم جميعا في نجران، لذلك لا أرى أي نوع من التحجيم، وللأمانة نفتخر بأبناء منطقة نجران المبتعثين للدراسة في الخارج، وهم بأعداد كبيرة، ولا أخفيك بأنني أرى في أبناء منطقتنا الحرص والاجتهاد ودائما يرفعون رؤوسنا سواء في الداخل أو الخارج. إشراك الشباب في التنمية في ظل هذا الاهتمام بالشباب، ألم تراودكم فكرة إنشاء مجلس الشباب على غرار ما هو معمول به في بعض المناطق ليشاركوا في العملية التنموية؟. يساعدني حاليا كثير من أبناء المنطقة في بعض الفعاليات الوطنية والرسمية، مثل الأيام الوطنية، وأدوا عملا نفتخر به جميعا، أما المجلس فنحن حاليا في طور اختيار الأسماء ووضع الأسس التي تضمن مشاركة فاعلة في جميع الجوانب. في جدة وجازان يشاركون في عملية الرقابة على أداء الأجهزة الحكومية، وسير العمل في المشاريع التنموية.. ما تعليقكم؟. فكرة جميلة ورائعة، وعلى استعداد لتطبيقها في أسرع وقت ممكن، لأنها بالفعل تجعل الشباب يشعرون بأنهم فاعلين ومشاركين في تنمية الوطن. طائرات لأمن الحدود سمو الأمير.. أمن الحدود يظل هاجس الجميع، كيف ترى الأوضاع على الحدود؟. هناك مشروع السياج الأمني على طول الحدود، ويجري العمل فيه حاليا بشكل جيد، وتعلم أن حدود منطقة نجران لوحدها مع الجمهورية اليمنية الشقيقة تتجاوز 1250 كلم، وهي ذات تضاريس صعبة ومكشوفة، ولكن وبحمد من الله ودعم من سمو وزير الداخلية أصبح الوضع مطمئنا، وقريبا سيتم دعم حرس الحدود بطائرات هليكوبتر متطورة ستغطي كامل المنطقة، لتسهم في تعقب المهربين ورصد المتسللين وردع كل من تسول له نفسه اختراق حدودنا للعبث بأمن الوطن، وقبل شهر تقريبا وقفت بنفسي على الأعمال الأمنية الجاري تنفيذها على طول الحدود ووجدت العمل يسير بوتيرة جيدة. سمو الأمير إلى أن يتم الانتهاء من السياج الأمني ما هي الاحترازات الإضافية التي اتخذت لحفظ أمن الحدود؟. المناطق التي لم يصلها مشروع السياج الأمني، حفرت فيها خنادق وحفر مؤقتة يصعب العبور من خلالها إلى داخل الأراضي السعودية، ولا شك أن اختلاف التضاريس يشكل عبئا على رجال حرس الحدود، إلا أنهم ومع مرور الوقت أثبتوا كفاءتهم وجدارتهم في التعامل في كل الظروف، ولا يفوتني أن أشكر مدير عام حرس الحدود الفريق الركن زميم السواط، وجميع رجاله الذين يقومون بدورهم وواجبهم الوطني على أكمل وجه، بل ويعرضون أنفسهم للخطر من أجل حماية أمن الوطن، وهم يستحقون من الجميع كل دعم ورعاية وتشجيع. وكيف ترون مستوى التنسيق بين مختلف القطاعات الأمنية لحفظ أمن الحدود وتنظيف المنطقة من المتسللين؟. شكلنا لجنة أمنية، وخصصنا غرفة عمليات مشتركة في مقر الإمارة إبان الحرب الماضية، وكان لها دور كبير في إيصال المعلومة وفي أسرع وقت ممكن لجميع القطاعات الأمنية، لذلك أجد التنسيق على أعلى مستوى، وهو أمر مفرح ومحل تقديرنا. مواطنون يسكنون على طول الشريط الحدودي، كيف وجدتم تعاونهم مع القطاعات الأمنية؟. للأمانة وجدنا التعاون والمساعدة من قبل المواطنين، خاصة أيام الحرب من خلال البلاغات المتتالية والاهتمام غير العادي، حتى إنهم تولوا بأنفسهم عملية القبض على المتسللين وتسليمهم للجهات الأمنية، فأشكر المواطنين على حسهم الأمني وخاصة أهالي نجران الذين عودونا دوما على أنهم رجال أمن. منتدى الاستثمار الاقتصادي أراك سمو الأمير مشغولا ببعض الملفات، هل لنا أن نعرف محتواها؟. العمل جار على قدم وساق لاستضافة منطقة نجران لمنتدى الاستثمار الثاني بمنطقة نجران والذي يستهدف ما يقارب 600 مشارك من الفئة المستهدفة وذوي العلاقة، وهم صناع القرار من الوزراء والمسؤولين في الدولة والمستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال ورجال الأعمال وشباب وشابات الأعمال ورواد الأعمال، والمكاتب الاستشارية العالمية والإعلاميين. وهل اخترتم ضيفا رئيسيا لهذا المنتدى؟ سيكون مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق، الذي نعلم جميعا بأنه صانع النهضة الماليزية، وواحد من أعظم القادة السياسيين والاقتصاديين في آسيا، وهو من استطاع تغيير وجه ماليزيا وتمكن من أن ينهض بها تنمويا ويجعلها في مصاف الدول الاقتصادية المتقدمة. وهل أنتم مطمئنون سمو الأمير بأن هذا المنتدى سيلاقي النجاح المأمول؟ أقولها بصدق نعم، لأن ما أطلع عليه من خطط وبرامج صاغها وأعدها عدد من شباب المنطقة الطموحين يجعلني على ثقة بأن هذا المنتدى سيكون واحدا من أنجح المنتديات الاقتصادية العربية، وللعلم فأغلب المشرفين على الاستعدادات من الشباب الذين وضعت ثقتي فيهم بناء على نجاحات سابقة في فعاليات متنوعة. إذن إلى ماذا تهدفون من وراء عقد هذا المنتدى في منطقة نجران؟ سيتم استعراض استراتيجيات وإنجازات المنطقة في تهيئة بيئة جاذبة للاستثمار، والربط بين مخرجات التعليم والجاهزية للتوظيف من أبناء المنطقة، وتفعيل دور أصحاب الأعمال للاستثمار في المنطقة، إلى جانب تحويل التحديات أمام المستثمرين في المنطقة إلى فرص ناجحة ذات عائد استثماري، مع تفعيل دور الجهات التمويلية لدعم المشاريع الصغيرة ورواد الأعمال في المنطقة، وترويج الفرص الاستثمارية. مستقبل نادي نجران سمو الأمير، نعلم أن الجانب الرياضي يشغل حيزا كبيرا من اهتماماتكم، إلا أن هيئة أعضاء الشرف غابت عن أداء دورها.. ما تعليقكم؟ نحن الآن في طور إعادة صياغتها بحيث يتم تشكيل لجان منبثقة عنها منها المالي والإداري والفني، حتى تسير الأمور وفق ما هو مرسوم لها من قبل جميع أعضاء الهيئة، وأحب أن أؤكد لجماهير نادي نجران، أن مشاركته في دوري عبداللطيف جميل ستكون فاعلة ومحققة للآمال والتطلعات، وبإذن الله لن يتعرض لأي هزات، كما هو الحال في المواسم السابقة. هذا يعني أن دعم رجال الأعمال سيعود بعد أن توقف؟ أنا حريص على أن ترسم الهيئة مستقبل النادي، بعيدا عن أي تدخلات مباشرة من قبلي في عملها، وأن يقرروا ما يرونه مناسبا، لكن أطمئن الجميع بأن دعمي الشخصي ودعم أعضاء الشرف سيعود أكثر من أي وقت مضى وقد تحدثت في ذلك مع عضو الشرف الأخ مسعود الحيدر الذي طرح عددا من الرؤى والأفكار. وكيف سيتم تلافي بعض أوجه القصور؟ سيكون هناك اجتماع بحضوري لهيئة أعضاء الشرف بعد العيد مباشرة لدراسة ومناقشة بعض الأفكار ودعم صندوق النادي ماديا لضمان استمرار مقارعته للكبار وتحقيق النتائج المأمولة. الدعم سرعان ما يتلاشى وتتأثر مسيرة النادي في منتصف الموسم.. ما رأيكم؟ هذا صحيح، ولذلك سيعقد اجتماع آخر في منتصف الموسم، لمناقشة الأوضاع المادية والإدارية على ضوء موقف الفريق في سلم الدوري، وأنا على ثقة بأن جميع أعضاء الشرف حريصون على أن يبقى نجران بين الكبار مشكلا واجهة إعلامية للمنطقة، ولكن ما أود أن أشير إليه هو أن جمهور نادي نجران هو الداعم الأول لمسيرة ممثلنا بين الكبار، وكم أنا ممتن لهم لوقفاتهم مع الفريق الأول لكرة القدم دون الالتفات لأي خلافات أو اختلافات، وهذا ما نأمل أن يستمر في هذا الموسم، خاصة أن هذا الجمهور يعتبر مضرب مثل بين جماهير الأندية الأخرى، فلهم مني الشكر والتقدير.