قدم نيمار الذي ألهمته حركة احتجاجية اجتاحت البرازيل في الأيام القليلة الماضية أداء ربما هو الأفضل له مع منتخب بلاده ليقود البلد المضيف للفوز 2-صفر على المكسيك في كأس القارات لكرة القدم يوم الأربعاء. ووضع نيمار – البالغ من العمر 21 عاما والذي انتقل مؤخرا لبرشلونة – المنتخب البرازيلي في المقدمة بهدف من تسديدة مباشرة رائعة في الدقيقة التاسعة وهو هدفه الثاني في مباراتين مع بلاده في البطولة. وقابل نيمار الكرة وهي على ارتفاع صعب بعدما فشل فرانسيسكو رودريجيز مدافع المكسيك في ابعادها برأسه جيدا واظهر مهارة رائعة في تسديدها بالقدم اليسرى لتسكن شباك الحارس خوسيه كورونا في الدقيقة التاسعة. وتلاعب نيمار مرارا بالدفاع المكسيكي وأثار بهجة المشجعين بألعابه المميزة قبل أن يصل لذروة التألق في الوقت المحتسب بدل الضائع حين مر بطريقة جميلة من بين اثنين من مدافعي المكسيك ليهيأ بعدها الكرة الى المهاجم البديل جو الذي سجل بسهولة. وكان أداء نيمار أبرز شيء في المباراة بالنسبة للبرازيل التي قدمت عرضا آخر عاديا بعد بداية قوية في أول 20 دقيقة. وقال لويس فيليبي سكولاري مدرب البرازيل الذي انتصر فريقه الآن في مباراتيه بالمجموعة الأولى ودون أن تتلقى شباكه أي هدف وهو يتحدث في مقابلة من داخل الملعب "واجهنا العديد من المشاكل في لحظات من المباراة." وأضاف "فقدنا توازننا لمدة 15 دقيقة وفقدنا تركيزنا في لحظات معينة وهذا شيء ينبغي أن نصححه. لكني أريد التأكيد على الروح البرازيلية التي عشناها في فورتاليزا. وفي وقت سابق قال نيمار (21 عاما) المنتقل الى برشلونة في صفحته على موقع فيسبوك إنه استمد "الالهام" من الاحتجاجات التي ضربت المدن البرازيلية خلال الايام القليلة الماضية. وسيطرت البرازيل – التي فازت بأول مباراتين لها في المجموعة الاولى بدون ان تستقبل أي هدف – على اللعب في أول 20 دقيقة لكن المكسيك التي خسرت مباراتيها اقتربت من التعادل عدة مرات. واقيمت المباراة على خلفية احتجاجات خارج الاستاد حيث طالب المحتجون "بالصحة والتعليم وليس الفساد." واشتعلت الاحتجاجات في ارجاء البلاد الاسبوع الماضي بسبب زيادة في أسعار المواصلات العامة والتي جاءت مع معاناة البرازيل من معدل تضخم سنوي يبلغ 6.5 بالمئة. وداخل الاستاد قام المشجعون بغناء النشيد الوطني بحماس ورفع البعض لافتات تقول "هذا الاحتجاج ليس ضد المنتخب الوطني لكن ضد الفساد." وفي الملعب قدم المنتخب البرازيلي عرضا قويا في البداية وسدد نيمار – الذي كان في قلب العديد من الهجمات المرتدة السريعة – كرة أخرى فوق العارضة. وفي الشوط الثاني هاجمت البرازيل على فترات فقط واتيحت أفضل فرصة لها الى هالك الذي تبادل الكرة بشكل رائع مع نيمار لكنه افسدها بالتسديد بعيدا وهو على مسافة ستة امتار. كما تصدى الحارس المكسيكي كورونا لفرصة أخرى من هالك بعد ان ركض باولينيو نصف مسافة الملعب قبل ان يهييء الكرة لزميله