(1) تصرخ متضجرة العالم أصبح ملوثاً بالأشرار والحسدة .. لم تتقن عابرة السبيل قراءة التاريخ وأن نفوس الناس منذ بداية خلقها ملوثه وأن الشيطان يجريمع الإنسان مجرى الدم .. ملوثاً حين عصى آدم ربه .. وحين قتل قابيل هابيل .. وحين أذى فرعون موسى .. وحين قام إخوة يوسف بقذفه في غياهب الجب .. وحين تجبر أبو لهب على نبينا محمد .. وحين قتل أبو لؤلؤة المجوسي عمر أبن الخطاب .. وحين ثارت الدولة العباسية على الدولة الأموية .. وهناك على أرض “ما” ينتهك عرض الشريفة وتُقذف أطهر إمرأة .. والشياطين تمثل دور الملائكة .. والراعي يخون رعيته .. والأب يتحرش بأبنته .. كل هذا ياعابرة السبيل لم تقفي عنده للحظة .. وتضجرتي من إنسانة ملوثة آذتك بلسانها في إحدى المجالس !!! (2) “القناعة كنز لا يفنى ” حكمة جميلة كانت مكتوبة على جدران مدارسي من الإبتدائية إلى الثانوية .. وقرأناها في كتب الأثر .. والسير .. و الِحكم .. وعندما دخلت الجامعة كان أول درس تطبيقي شرحته لطالباتي “القناعة كنز لايفنى” وعندما انتهيت من شرح المثل صفق الجميع بحرارة من روعة الشرح ! ثم تأتي عابرة سبيل لتقلب مفهوم هذا المثل الجميل بأن القناعة بخل .. أن القناعة ضُعف في شخصيتي .. أن القناعة إمساك عن الجمال أن القناعة مقبرة للأستمتاع بالحياة .. وحتى أثبت لها عكس ماقالت في قناعاتي أصبحت مسرفة ,باذخه بترف ,اصبحت لا أتنازل عن شيء حتى وان كنت قد اغدقت منه بشبع .. اصبحت القناعة عندي “عدم وطمع” وتباً لها من عابرة سبيل .. افقدتني في عمر من حياتي الإثار وحبي لقناعتي المكنزة بجواهر الأخلاق ..وعندما سارت عابرة السبيل بقوافلها , اصبحت اقلب كفاي على ما انفقت .. واكتشفت أن القناعة بريئة من مفهومها القبيح الذي حفظتني إياه .. والآن أقول لها ياعابرة السبيل هل جئتي تبحثين عن عطر القناعة بين أوراقي ؟ (3) قالت عابرة السبيل كل الناس منافقين ولم تعلم “عابرة السبيل” أنها منافقه مثلهم .. وأنها تُحسن عسل اللسان مثلهم.. وأنها تتلون بألوان الجمال مثلهم ثم تضحك ساخرة حتى الطبيعة تتلون مثلنا حتى تغرينا بالجمال.. أتشبهين ياعابرة السبيل الطبيعة بنفاق الإنسان .. في فصولها “ربيعها وصيفها وخريفها وشتائها” في سهلها وجبلها وتلها ووديانها ألا تعلمين أن السماوات والأرض تسبح لله “وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم “ والناس يسبحون وينافقون ثم يسبحون ويستغفرون ثم يظلمون ويكبرون ثم يكذبون ويوحدون .. قفي وتدبري ” إن ربك لبالمرصاد” بقلم / صباح الأسمري كاتبة صحيفة نجران نيوز الالكترونية