طالعتنا المواقع الاخباريه ومواقع التواصل الاجتماعي بخبر جديد , ومؤلم – لا شك – مفاد الخبر ان فتاة سعوديه تركت الاسلام كديانه , واعتنقت النصرانيه , وهذا بلا شك امر محزن ومخيف , لكن الامر الأكثر احزانا وتخويفا , والأكثر غرابة ايضا هو ردود افعال بعض المحسوبين على الصحافه السعوديه , لاسيّما كتاب الرأي . الكاتب المتميز صالح الشيحي كان الأكثر سقوطا بين جميع الآراء المتناوله لهذه القضيه . الكاتب الشيحي خصص مقاله اليومي في صحيفة الوطن وفي عددها الصادر ليوم السبت – 28 يوليو -2012 خصصه لتناول هذه القضيه , وليته لم يجهد نفسه ولم يجتهد , الشيحي منذ حادثة ( ماريوت…الخزي والعار ) ينحدر من سقوط لآخر , الشيحي للأسف رغم تميزه السردي , وقدرته الجميله على الوصف والتلخيص للقضايا , الا انه بات يميل أكثر للإقصاء , والتهميش , وحب التفرّد والاستحواذ على كل الآراء , ناهيك عن ميله لاسلوب الهروب من الحقيقه وعدم الاعتراف , بالفشل . يقول الشيحي في مقاله الذي عنونه ب ( لكل ساقطه لاقطه ) ان البعض يشغلون الناس بالتوافه وصغائر الأمور , وقد وصف هذا الموضوع بالتافه والصغير . سأتوقف قليلا عند هذه النقطه التي وصف بها هذه القضيه بالتافهه , ولا اعلم ما مدى فهمه لقضية هروب الشباب بعيدا عن الدين الاسلامي , وما اثر ذلك , وما دوافعه !! وقبل ذلك يجدر بنا القول ان هذه ليست هي الحادثه الاولى من نوعها في المجتمع السعودي . فهل يحق للكاتب ان يصف كهذه القضيه بالتافهه , هل الارتداد عن الدين الاسلامي , وفي بلد الاسلام ومهبط الوحي يعتبر امر هينا بالنسبه لك يا شيحي !! استغرب على الشيحي هذا التعامل الفض , لماذا هذا الهروب من الحقيقه , ولماذا هذا الفشل , وهذا الاقصاء , وعدم الاعتراف بالخيبه !!! فتاه سعوديه تتجرد من اسلامها , وتعلن اعتناق ديانه اخرى ، اليس هذا امر يهم المواطن السعودي , اليس هذه مشكله تلم بفتاه سعوديه , ومن حقوقها المفروغ منها ان تتكاتف كل الجهات المعنيه بما فيها ( الإعلاميه ) ليس لمنع الفتاه من اعتناق ديانه أخرى , انما لاحتواء مشكلتها , ودراسة حالتها , وما اسباب انحرافها عن دين محمد ( صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) ، اليس الواجب من الشيحي كمثقف ( ثقافه لا ماريوتيه ) ان يدرس اسباب ظهور أكثر من حاله شبابيه سعوديه تتجرد من الاسلام , وتعلن تنصّرها ؟ اليس من الواجب على كل سعودي خاصتا ان كان مسؤولا ان يبحث عن سبب النفور من دين التسامح والألفه ؟ هل يؤمن الشيحي بأن الدين الاسلامي يدرس بشكل صحيح في مدارسنا الاساسيه وفي الحلقات الدينيه ! هل فعلا كما يقال ان بوصلة الدين الاسلامي باتت تتجه نحو ترهيب الاسلام لخدمة اهداف محاربه لأمن الدين والوطن . لا اشك ابدا ان الاسلام الذي تجردت منه هذه الفتاه ومن سبقوها , انه ليس الاسلام الحقيقي , الذي عرفناه وعرف المسلمون جميعا , انما اسلاما تم استهدافه قبل ان يستهدف الشباب , اسلاما تمت منهجته على الضغينه والتعسف , واقصاء الآخر , اسلاما لا يحمي وطن ولا يرفع ظلم , ولا يأمر بمعروف , ولا ينهى عن منكر , ليس هو الإسلام الذي نعيشه انا وانت وكل مسلم . قبل ان تهاجم هذه المسكينه ، فتش عن فحوى اسلامها الذي غادرته ، لا يمكن للاسلام الحقيقي ان يغادَر بهذه السهوله! في النهايه الالم وكل الألم اعندما استعرض تشخيص الشيحي لحالة هذه الفتاه حيث شخصها كما يقول : ((فتاة ربما كانت تعمل لحساب دولة ما، ربما تعاني من مشاكل أسرية أو تفكك أسري، أو فراغ روحي أو عاطفي أو اضطرابات نفسية، أو حتى اضطرابات عقلية أو أي شيء آخر تلك الفتاة النكرة وجدت من يبادلها الحب، وأشياء أخرى ربما وعرض عليها أن تبدل دينها )) ، هكذا شخص الشيحي قضية هذه الضحيه التي لا اراها الا مسكينه وتائهه ، ولعل أكثر ما استفزني في ذلك التشخيص قوله ((تلك الفتاة النكرة وجدت من يبادلها الحب، وأشياء أخرى ربما وعرض عليها أن تبدل دينها)) ضعوا خطا تحت – وربما اشياء أخرى . كما اخبرتكم ،، الشيحي وبعد حادثة (( فندق ماريوت )) دأب كثيرا على اتهام الناس في اعراضهم ، دون رادع … دعواتنا واياكم للاسلام في مشارق الارض ومغاربها ان لا يشوه له مظهر , ولا تظلل له جميله . ودعواتنا للشيحي بان يستفيق من هذه السقطه ، ولعله بهذا المقال أخذ كثيرا من عنوان مقاله .. لكل ساقطه لاقطه .. ولا اشك بأن سقيطته هذه لن تجد ما يلتقطها .. كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية