الإنسان وأطيافه حبيس أوهامة وشهواته وما يمليه عليه عقله إن وجد. لذلك نقول للأشياء التي تتفق مع الإدراك و المنطق أنها معقوله و جائزة التطبيق. أما الأخرى التي تخالف المنطق وما يعيه العقل تصبح مستحيله لا معقوله. لا بأس في ذلك فهنا اللامعقول هو من عالم آخر لا نستطيع إدراكه لأننا مازلنا نعاني من الكثافه , والطبيعه ترفض الوصول إليه إلا عبر الأرواح الشفافه.لكن هذه المسميات دائماً تتواجد لدينا ونكررها , و أحياناً نقتبس منها فن التنجيم. إذا حاولنا أن نطبق هذه المسميات والمفاهيم في عالمنا المادي الذي نعيش فيه و آمنا بوجودها أصبحت قابله للتحقيق ولا يوجد مستحيل فيها . المشكله ليست في المعقول واللامعقول بل هي في النظره القاصره التي تجتزئ الكل في زوايا محدوده ينتج عنها الإيمان الذي يبنى عليه حقيقة الموجود مما يسبب صعوبه في تقبل الحقيقه كما هي . فلننظر إلى الأحداث بصوره شامله خاليه من الإنتقائيه ونعيد رسمها في أذهاننا كي نترجمها إلى حقائق ,بعيداً عن عالمنا المليئ بالمؤثرات , عندها يصبح كل شئ قابل للعقل والمنطق . فلا يعود هناك مصطلحات تسبب لنا التقهقر و البقاء في نفس الدائره. في المعقول إن المسلمين ومن تبع ملتهم وحدهم في الجنه , و في اللامعقول الجنه إحساس ليست مكان أو شركه عائليه. في المعقول المجتمعات تطلب العداله و المساواه وحقوق الإنسان , ولكن اللامعقول أنها مجرد مصطلحات وضعوها للتسليه فقط. و من المعقول أيضاً أن الأدباء و المفكرين ينهضون بالشعوب المتخلفه, واللامعقول أنهم يزيدوا تخلفهم بطريقه حضاريه . من المعقول جمال منظر السهول مع زخات المطر و يخالطها النسيم العليل و دموع الدهشه من عظمة الله, واللامعقول أن الله كان يحمل تلك الصورة. المعقول أن محمد القحص ال هتيله قام بالدفاع عن نفسه و عن مبادئ الشرف و الدين, و اللامعقول أنه لم يكن موجود في تلك اللحظه. في النهايه العقل و المعقول و اللامعقول مازلنا نعيشها بطريقه بدائيه محلية الصنع ولم تجد رواجاً حتى في محيطنا ,ليس عيباً إن أعترفنا بالقصور و عدم جودة المنتج وطلبنا العون من أصحاب الماركات المسجله والتي لها باع طويل في الإنتاج, فمنها يتطور المعقول لدينا ويحضى بتجربه واسعه , ومن يدري ربما في المستقبل لا نحتاج لمعرفة اللامعقول . كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية