تتباهى قرية نجران التراثية بتفردها على مستوى “الجنادرية 28″ ببنائها الطيني الخالص وأخشابها الطبيعية التي جلبت خصيصًا من منطقة نجرانجنوب المملكة، لتنهض بعمرانها على أرض المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية. وبنيت القرية التراثية من 800 ألف طن من الطين و650 مترا من الأخشاب المجلوبة من بيئة المنطقة، شيدها 350 شخصًا نهضوا بالقرية التي مثلت تحديا لأبناء المنطقة من محدودية الزمن وضخامة المكان الممتد على مساحة 13 ألف متر مربع. وأوضح رئيس اللجنة التنظيمية بقرية الجنادرية صالح بن عبد الله السيد في تصريح ل واس، أن القرية احتوت على معظم الموروث النجراني وآثارها ، مشيرًا إلى الكتلة البنائية في القرية التي تعكس فنون العمارة في المنطقة من الدرب والمشولق والمقدم. وركزت القرية في عروضها على الحرف اليدوية بوصفها مهنة منتجة وتشتهر بها المنطقة ، بجانب الموروث الشعبي الكبير في المنطقة، في حين نوه وكيل إمارة منطقة نجران المساعد للشؤون التنموية وأمين عام مجلس المنطقة زياد بن محمد بن غضيف بالعروض الفلكلورية والفنون الأدائية والتشكيلية التي تضفي على القرية مزيدا من الحراك والتفاعل. واصطف الحرفيون في القرية التراثية بنجران منهمكون في حرفهم التي تنوعت من حبال وسيوف وخناجر وملبوسات ومنسوجات يدوية وغيرها. وقابلت “واس” عددا من الحرفيين منهم محمد حسين، وهو خواص يقوم بعمل الأواني والمعاليق من خوص النخل المتوافر في منطقة نجران وبجواره الحرفي حسن وهو فنان في صنع الخناجر التي تسمى باللهجة المحليّة ” جنبيه ” امتهنها منذ سنوات عن أبيه ومازال متمسكا بها. وإلى جانب الحرفي محمد، يقف حسن على مبارك، التخصص في الملبوسات الرجالية والنسائية، وينسج من القماش الرداء النجراني المتعدد التسمية كالمذيل والمزند والسواحلي، بينما يقرع سالم اليامي المطرقة لتعديل حافة سكين بوصفه متخصص في الحداده وبجواره الموقد الذي أشعله بغرض طرق الحديد وصنعه بالشكل المطلوب، وفيما هو ذاك إذ بعبد العزيز آل خرصان ينهمك في صناعة الفضة وقولبتها بطرق جمالية أضافت لها بعدا آخر. في ذلك السياق، يقول ال خرصان : المهرجانات الوطنية زادت من تعريف الناس بجمال الفضة ، وهو ما انعكس على تسويقها ومن ثم توسع تجارتنا في هذا المجال ، مبرزا العديد من القطع الفضية والذهبية التي صنعها أبيه . وجسدت قرية نجران التراثية، ما كان سائداً في نجران منذ القدم سواءاً من أدوات الزراعة والأسلحة القديمة والأدوات المنزلية والملابس والحرف التقليدية في سوق الحرف وفرقة الفنون الشعبية ومعرض آثار الأخدود وحمى والفن التشكيلي وبيت الشعر والشعراء ومطعم المأكولات الشعبية .