قالت علا شهبة التي حوصرت في اشتباكات بين متظاهرين متنافسين في القاهرة إن اشخاصا مؤيدين لجماعة الاخوان المسلمين جروها وضربوها واتهموها باثارة المشاكل ضد الرئيس محمد مرسي. وتنفي جماعة الاخوان المسلمين التي دفعت مرسي إلى الرئاسة تشكيل ميليشيا تنفذ القانون بيدها لكن تحالف المعارضة الرئيسي يقول إن تكتيكات الجماعة تبين أن الرئيس الإسلامي يعتمد على "بلطجية" الاخوان في الدفاع عنه. وقالت شهبة إن حادث الاسبوع الماضي خلف هالات سوداء وكدمات حول عينيها أثناء تجمع حاشد بالقرب من قصر الرئاسة ضد قرار مرسي الذي منح بموجبه لنفسه سلطات كاسحة. واضافت أن شباب الاخوان خطفوها واعتدوا عليها. والروايات التي قدمتها هي وآخرون في مؤتمر صحفي للمعارضة يوم الاربعاء تسلط الضوء على انعدام الثقة الذي يتنامي بشدة في أكبر الدول العربية في عدد السكان بشأن دور الاخوان. ويلقي الاخوان المسلمون من جانبهم باللوم في العنف على "بلطجية" عقدوا العزم على الاطاحة بأول رئيس منتخب بحرية في مصر. لكن جماعة الاخوان تقول ايضا إن مؤيديها يجب ان يواجهوا العنف عندما تتقاعس الشرطة فيما يكشف عن شكوك الاخوان في جهاز أمن الدولة الذي لم يشهد اصلاحات تذكر منذ سقوط الرئيس السابق حسني مبارك في انتفاضة شعبية مطلع العام الماضي. وينطوي استخدام الاخوان لفرق من الاعضاء الشبان في حماية زعمائها على مخاطر باذكاء الاضطرابات. وقال شادي حميد من مركز بروكينجز الدوحة "ان يكون الشعب ضد النظام شيء ... لكن عندما يصبح الشعب ضد الشعب فانه يكون عندها لديك وصفة لصراع مدني مستمر." ويكافح مرسي -الذي منح فوزه في الانتخابات في يونيو حزيران للاخوان المسلمين أول مذاق لتولي منصب الرئيس- أزمة ثارت عندما منح نفسه سلطات اضافية يوم 22 نوفمبر تشرين الثاني ثم مضى قدما في استفتاء على دستور صاغه إسلاميون. ويبدأ يوم السبت التصويت في الاستفتاء الذي تريد المعارضة تأجيله. والكيفية التي سيتعامل بها الرئيس مع الازمة ربما تؤثر على الطريقة التي ينظر بها العالم إلى صعود الإسلاميين في العالم العربي حيث كان مؤيدو الاسلام السياسي أكبر مستفيد في الانتفاضات التي شهدتها تونس ومصر وسوريا. ويقول الاخوان المسلمون في مصر الذين تم تهميشهم في الساحة السياسية على مدى عقود عديدة انه حتى بعد الثورة مازالوا يواجهون دولة معاندة ومعارضين لا يحترمون الديمقراطية. وقال محمد البلتاجي العضو البارز في جماعة الاخوان انه يوجد تراخ متعمد واضح من جانب وزارة الداخلية وقوة الشرطة التي يبدو انها تريد سقوط الرئيس. وكان البلتاجي هو الذي نسق لجان الشوارع من الاخوان اثناء الانتفاضة عام 2011 . ونفى هو ومسؤولون آخرون من جماعة الاخوان فكرة أنهم يديرون ميليشيا لكن البلتاجي قال أيضا انه يجب على المصريين ان يملأوا الفراغ عندما تتقاعس الشرطة عن القيام بعملها. وقال البلتاجي انه في مواجهة العراقيل الامنية المستمرة من جانب الدولة فان الشعب يحتاج الى قوة مدنية منظمة أثناء الاشتباكات. وأضاف أن بعض الجماعات المدنية أكثر تدريبا ومعرفة من غيرها بكيفية صد الخطر. ولا يبذل مسؤولو أمن الدولة جهدا كبيرا لاخفاء عدم ثقتهم في الإسلاميين بعد ان كانت تصدر لهم الاوامر بتعقبهم لسنوات عديدة. وقال ضابط كبير كان في عهد مبارك وفقا لروايته مسؤولا عن مكافحة ما وصفه بميليشيا الاخوان انه أيا كان ما يقوله الاخوان فانه ليس لديه شك من خلال عمله انهم لديهم بالفعل قوة مسلحة خاصة. وطالب ائتلاف المعارضة الرئيسي المكون من ليبراليين ويساريين وآخرين تحت اسم جبهة الانقاذ الوطني مرسي علانية بحل كل الميليشيات داخل جماعة الاخوان. ويرفض كثير من الخبراء المستقلين فكرة ان جماعة الاخوان المسلمين التي قمعت طويلا منذ شكلت في العشرينات والتي نبذت العنف ضد الدولة منذ عقود لجأت الى تسليح قوة لتشكيل مصر بعد الاطاحة بمبارك في فبراير شباط 2011 . لكن خليل العناني الخبير في شؤون الاسلاميين قال ان جماعة الاخوان دربت مؤيدين مخلصين كجزء من تراث تشكل بعد سنوات من الاضطهاد الرسمي. وقال ان الهدف من هذه المجموعات هو حماية وجود الجماعة. وخرجت مثل هذه الكوادر لدعم مرسي الاسبوع الماضي. وحين اقتحم محتجون أثناء المظاهرات الطوق الامني حول قصر الرئاسة ورسموا شعارات معادية لمرسي على الاسوار ظهرت مجموعات منظمة من أعضاء الجماعة بسرعة لطمس هذه الشعارات بالطلاء. وقال أحد الذين شاركوا مكتفيا بذكر ان اسمه مصعب وكان يحمل طلاء وفرشاة انه استجاب لنداء قائد "فرقته" في صفوف الاخوان. وأضاف وهو يطلي الجدران "نريد من مؤسسات الدولة ان تقوم بعملها. واذا لم تفعل ذلك فاننا لن نجلس مكتوفي الايدي ونراقب سقوط الرئيس المنتخب." ولكن محتجين قاموا بعدئذ بالكتابة على اسوار القصر مرة اخرى. ووصف شبان من الاخوان وخبراء بنية تنظيمية في الجماعة الاسلامية وتشمل مجموعات تتراوح من 12 فردا الى خلايا أصغر ويمكن ان تستدعى بسرعة. ورغم التدريب الذي يشمل تمارين جسدية ومهارات للعمل وسط حشد رفض خبراء وشبان فكرة أنهم أجروا أي نوع من التدريب على استخدام الاسلحة. وقال علي عبد المعطي (25 عاما) وهو مؤيد ذهب الى قصر الرئاسة حين اندلعت الاشتباكات "نأخذ دروسا في القرآن ونركض في المضمار لاكتساب لياقة بدنية ونتعلم كيف ننتظم ونتماسك معا كمجموعة في أي مناسبة عامة أو موقف." وردا على اتهامات بأنهم جاءوا مسلحين يقول مؤيدو الاخوان الذين كانوا عند قصر الرئاسة الاسبوع الماضي عندما قتل ثمانية اشخاص على الاقل ان جميع القتلى من زملائهم الاسلاميين وان بعضهم قتل بطلقات نارية. وقدم خصومهم في مكان الاحداث رواية مختلفة ووصفوا كيف تحول احتجاج عند جدران القصر الى العنف عندما توافد على المنطقة أفراد من الاخوان يقذفون الحجارة ويبعدون الاخرين. وأعقب ذلك اندلاع معارك شوارع ضارية شهدت تطاير القنابل الحارقة وسماع اصوات اطلاق الخرطوش. ويقول بعض المحتجين مثل علا شهبة ان مجموعات من المؤيدين للاخوان احتجزتهم. ويقر مسؤولو الاخوان بأن اعضاء الجماعة احتجزوا اشخاصا اتهموهم بالتحريض على العنف لكنهم يصرون على انهم قاموا بتسليمهم بسرعة الى ضباط أمن الدولة. وقال محمود غزلان العضو البارز في جماعة الاخوان المسلمين لرويترز انه يعلم أن بعض اعضاء الجماعة أمسكوا بلطجية واحتجزوهم. لكنه اضاف أنهم قاموا بتسليمهم الى الشرطة في نهاية الامر. ويقول الإسلاميون ايضا إن بعض هؤلاء "البلطجية" متحالفون مع الشرطة وان كانت الشرطة عادة ما تنفي هذا الاتهام. وقال يحيى نجم وهو دبلوماسي سابق وكان معارضا لمبارك انه كان يحتج سلميا عندما تعرض للجر على الارض والضرب مشيرا إلى الكدمات التي اصيب بها. وقال في المؤتمر الصحفي للمعارضة يوم الاربعاء انهم وجدوا منذ تولي الاخوان السلطة ان الاخوان يعملون بطريقة مستقلة عن بقية المجتمع. وأضاف انهم اعتادوا الشكوى من وزارة الداخلية والبلطجية التابعين لها. وقال انهم الآن اصبحوا هم البلطجية.