رفض اندرس فو راسموسن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الانتقادات الروسية يوم الخميس لاحتمال نشر الحلف لصواريخ باتريوت قرب حدود التركية مع سوريا. وقالت روسيا في وقت سابق إنها تعارض نشر الصواريخ التي طلبتها تركيا بسبب مخاوفها من امتداد الحرب الأهلية في جارتها سوريا إليها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش "هذا لن يعزز الاستقرار في المنطقة". وقال راسموسن الذي كان في استقباله 100 محتج مناهض لحلف الأطلسي عندما وصل لإلقاء كلمة في جامعة زوريخ إن الانتقادات الروسية "غير مبررة". واضاف ردا على سؤال "لقد أوضحنا من البداية اننا سنفعل كل ما يلزم للدفاع عن حليفتنا تركيا." وقال ان نشر صواريخ باتريوت التي يمكن استخدامها لاعتراض الصواريخ او الطائرات من شانه ان "يشكل ردعا لأعداء محتملين عن مجرد التفكير في شن هجمات" ويساعد في "الحفاظ على الاستقرار على حدودنا الجنوبية". ومضى قائلا ان هذه الخطوة ستكون "دفاعية تماما". وعبر راسموسن خلال أول زيارة لأمين عام للحلف لسويسرا المحايدة منذ عام 2004 عن قلقه البالغ إزاء الوضع على الحدود التركية السورية وقال "يشعر الأتراك بقلق متزايد بشأن الوضع." وكان سفراء حلف الأطلسي عقدوا اجتماعا يوم الأربعاء لبحث الطلب التركي الذي جاء عقب أسابيع من المحادثات بين تركيا وأعضاء الحلف بشأن سبل تعزيز الأمن على حدودها مع سوريا التي تمتد لمسافة 900 كيلومتر. ولم يتوصل السفراء إلى قرار لكن دبلوماسيا في الحلف قال إن الدول الثلاث القادرة على توفير صواريخ باتريوت وهي الولاياتالمتحدة وألمانيا وهولندا قالت إنها تنظر الى الطلب التركي بشكل ايجابي. وأضاف أن من غير المحتمل صدور قرار نهائي بنشر الصواريخ قبل الأسبوع القادم. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في باريس يوم الخميس إن فرنسا تؤيد طلب تركيا. وذكر فابيوس لقناة (بي.إف.إم تي.في) التلفزيونية "ليس هناك سبب يدعو للاعتراض فهو (الطلب) دفاعي بحت." وأرسلت تركيا طائرات مقاتلة إلى الحدود عدة مرات وردت بالمثل على سقوط قذائف طائشة في أراضيها أثناء الصراع في سوريا الذي أودى بحياة ما يقدر بنحو 38 ألف شخص منذ اندلاع الانتفاضة المناوئة لحكومة الرئيس بشار الأسد في مارس آذار 2011. وقال لوكاشيفيتش في مؤتمر صحفي أسبوعي "عسكرة الحدود السورية التركية علامة مثيرة للقلق." وأضاف "نصيحتنا لزملائنا الأتراك مختلفة عن ذلك تماما.. وهي استخدام ما قد يكون لهم من نفوذ على المعارضة السورية للسعي من أجل بدء حوار بين السوريين بأسرع ما يمكن وعدم استعراض العضلات ودفع الوضع في مثل هذا الاتجاه الخطير." واستخدمت روسيا حق النقض لمنع صدور ثلاثة قرارات لمجلس الأمن الدولي تهدف للضغط على الأسد وتتهم الغرب بتشجيع المسلحين الذين يقاتلون حكومته. وتنفي روسيا أنها تحاول دعم الأسد الذي كانت بلاده مشتريا كبيرا للأسلحة الروسية وتستضيف منشأة امداد بحرية هي المنفذ العسكري الوحيد لروسيا خارج الاتحاد السوفيتي السابق. وتقول إنه يتعين حل الأزمة في سوريا بدون تدخل أجنبي لاسيما التدخل العسكري وإن خروج الأسد من السلطة يتعين ألا يكون شرطا مسبقا لحل سياسي.