هذه المره سأروي لكم قصة .. انجبت طفلها الأول وقررت فور خروجها من المشفى أن تتكفل بطفل يتيم من دور الأيتام حتى يرضع من حليبها وتحقق أمنيتها في مصاحبة النبي عليه الصلاة والسلام وعندما بلغوا عشر سنوات من عمرهما كتبت ورقه في ملف اليتيم وتقول: "أيهما سيكون أبناً باراً بي هل هو ابني الذي خرج من بطني أم ابني الذي أردت به مصاحبة الرسول رغم أنهما متشاركان بحبي وعطفي وحليب صدري " ومرت السنين والأيام بفصولها المتعاقبه مع الليل والنهار وأصبحا شابين يافعين ذا وظائف ..وكلاهما في مدن متفرقه غير مدينة الأم، تقول الأم كان ابني الذي خرج من بطني يهاتفني من الجمعة للجمعة ولايزورني إلا في العطل الرسمية ويقدم لي هدايا مميزه أنه ابن بار ولكن احتاجه بجانبي فقد بدأ الهرم بي. وقالت عن ابنها اليتيم : كان يتصل بي في اليوم مرتين ويسألني في الأتصال الأول مافطورك ؟ ثم يقول ليتني ياأمي افطر معك فقد اشتقت ليديك وهي تمسح رأسي كل صباح ويقول في الأتصال الثاني اعذريني حاولت المجيء للأطمئنان عليك ولكن عملي قاهر علما أنه يأتي لزيارتي كل اسبوع من يوم الجمعة وهداياه مميزه وهو أبن بار .. وذات يوم اجتمعت الأم بأبنيها في عطلة رسمية واستمتعت بمداعبة أحفادها حيث امتلأ البيت بالحياة والصرخات والضجيج وفي آخر يوم من أيام العطلة وعند اقتراب ساعة الوداع دخل أبنها اليتيم غرفتها ووضع رسالة أمام مكتبها وكتب إلى ست الحبايب وخرج وعندما هدأ الضجيج وبدأت الوحده ترتب ادراجها في بيت الأم ذهبت لمكتبها فوجدت الرسالة ففتحتها وجدته يقول فيها : "أمي الحبيبة لقد اكرمني الله بك في هذه الدنيا وقد احسنتي معي في تربيتي وتعليمي والسهر على راحتي وقدمتي لي فضل لا انكره على خلق من عباد الله وطاعتي لك جاءت أضعاف مضاعفه لأنك أحتويتيني من القمامة أفلا تستحقين الضعف في حبي و وصلي ,,, يا أمي لو كانت الأرواح تهدأ في يوم وفاتي لأهديتك روحي لتعيشين الحياة مره أخرى ولتكفلي طفلا آخر " ولتصاحبي الرسول عليه الصلاة والسلام أكثر وأكثر" وبعد مرور شهر من هذه الرسالة توفي ابنها اليتيم في حادث سير وبعد مرور مراسم العزاء كتبت في ملفه الخاص ورقه قبل تسليمة لدور الأيتام تقول : "أبني الأرواح لا تُهدى ولكن أهديتني الأخره هي اجمل وأحسن ملتقى" وبعد شهرين من وفاته ذهبت دور الأيتام لتكفل يتيم آخر على نية أبنها اليتيم .. فهل كانت رسالته الأخيرة رسالة وداع لأمه والحياة ؟؟؟؟ كاتبة صحيفة نجران نيوز الالكترونية