} صديقة الصفحة الزميلة تهاني العنزي جمعت نتاج شقيقها الراحل فواز بن سعد العنزي، صديق «أدب الجمعة» الحميم وأحد كتابها المبدعين، وصدر كتاب «أوراق لاجئ عاطفي.. بين البداية والوداع» ليضم شتات كتابة فواز المتفرقة، وتشرفت قبل يومين بزيارة عطاالله سعد العنزي وأخيه ماجد، اللذين قدما من مدينة بريدة فقط لتسليمي نسخاً من هذا الكتاب الذي أعده هدية ثمينة ليس لي فحسب، بل للمكتبة الأدبية التي تعنى بالنتاج الشعري والنثري المعبر عن الوجدان والفلسفة الحياتية.. ولا شك أن فراق أخ بحجم المبدع المرهف فواز، يرتجف له فؤاد الأخت المشفقة الوالهة التي عاشت أدبياًً في أكناف أخيها الأديب الراحل في ريعان شبابه، فاهتزت جوانحها أدباً مؤثراً شفافاً تقول تهاني في بكائيتها لأخيها: (... العمر شاطئ لابد له من مرسى، والقدر قائم.. عائم بنا.. لا يسمع توسلاتنا يلقي بنا في اليم هكذا كان مصيري، روحي باتت في السماء، ليعظم في الأرض البلاء..) ويقول فواز العنزي في أحد إبداعاته: (.. أمي عبَّدت لي طريق الصدق، ليتها عبَّدت لي طريق النفاق..) ومن روائعه أيضاً: (في عيني لا يبقى غير الجدار الذي يتسلقه العنكبوت، لينسج من قصة أحلامي بيوتاً، يبيعها للباحثين عن ذاكرة البستان..) ويقول في موضوع آخر: (عناقيد القدر، عندما تغضب تجرف معها كل اللحظات حتى لحظات الحزن.. عندما تبحر سفينة الوقت في الأحداق لا تأمن الرياح.. فهي تجري بما لا يشتهي البحر...) ضم الكتاب الذي أعدته بعناية الأديبة تهاني أربعة أقسام: (أشعار + قصص قصيرة + رسائل + كلمات). وقد برزت من خلال هذه الموضوعات الأدبية لغة فواز الجميلة الباهرة المتسمة بالشفافية والصدق والصدور عن موهبة أدبية كانت تتجه نحو الشمس، نحو الضوء، نحو النور، نحو البروز، قلم تجاوز كل الهموم ليكتب على المستويات المتباينة، كتب حتى على المنحنيات التي لا تحتمل الثبات، كتب بقلمه عن هموم الشباب وطموحاتهم من خلال همومه وطموحاته لكنه رحل قبل أن يكمل المهمة، رحل في منتصف الطريق، لم يمهله المرض أن يتم المشروع الجميل. يروي أخواه، وهما يعيدان لي لحظات الأسى التي عشتها مع إعلان وفاة أخي فواز الذي كان يشرفني باتصالاته الجميلة وصوته الذي كان يشع مرحاً، يقول لي اخوه ماجد: دخلت بعد وفاته الى غرفته لأجد ورقة على الفاكس الخاص به مرسلة: (عناية أخي نايف الرشدان) لنشرها في (أدب الجمعة) ثم تم نشر المقالة من دون أن يعلم نايف أنها وصلت بعد وفاته.. ونشرت من دون أن يعلم هو أنها آخر مقالة يبعث بها. (يواصل ماجد الحديث).. كان فواز حتى في شدة مرضه مبتسماً مرحاً (وأضاف أخوه عطاالله).. لم يكن يحاول أن يشعر الآخرين بآلامه ويستبدل بها الحديث عن آماله.. رحم الله فواز رحمة واسعة وحفظ أبويه، وإخوته، وأخواته، وأطفاله شهد، وعبدالعزيز، ويزيد، وأعاضهم الله فيه الخير الوفير ورؤيته في الجنة.