تتوق روح المسلم إلى التمرُّغ في البقاع الطاهرة، والتمتع برؤية البيت الحرام والمشاعر المقدسة وهي تؤدي فريضة الحج، ولكن هل ما زال هذا ممكناً؟ وهل بمقدور المسلم متوسط الحال أن يحج؟ مع جشع بعض أصحاب حملات الحج، لا، ليس ممكناً، على الإطلاق. ما يؤكد هذا، هو ما طرحته الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، هنا، في «الشرق»، في عددها (318)، عندما اتهمت أصحاب الحملات بقولها: «إن هناك استغلالاً من قبل أصحاب الحملات جعل الحج ضرباً من الخيال»، نعم وأبعد من الخيال، خصوصاً، إذا كان من يريد الحج أكثر من فرد من أفراد العائلة متوسطة الدخل، عندها لن يستطيع رب الأسرة توفير المبلغ، وهنا، يتأكد لنا أن الحج للأثرياء فقط! مع أنه فريضة على كل مسلم، بشرط الاستطاعة، وليس الثراء. واتهمت الجمعية، أيضاً، وزارة المالية، وبيّنتْ أن لها دوراً في قضية ارتفاع أسعار الحملات بقولها: «إن وزارة المالية ساهمت في رفع أسعار حملات حجاج الداخل، لتأجيرها المخيمات بمبالغ كبيرة، رغم أنها حققت كلفة هذه الخيام»، إذاً الأمر ليس، فقط ، لجشع بعض التجار وإنما بمساهمة جهة أخرى. يقترح راكان الجهني تحديد شركات لنقل حجاج الداخل إلى المشاعر المقدسة، ويُترك الحاج ينفق على نفسه، ويدفع قيمة كل ما يحتاج، وصاحبكم يرى ذلك، ويزيد بأن لا داعي للتكسّب من «ظهر» هذا الحاج المسكين يا وزارة المالية، ويقترح أن تُؤجَّر المخيمات بأُجور رمزية، ويرى، كذلك، تذكير الوزارة والتجار بطلب الأجر والمثوبة من الله، وأن من ترك أمراً لوجه الله عوّضه الله بخير منه، حتى لا يصبح الحج للأثرياء فقط! وحتى يستطيع صاحبكم، هذا، أن يحج، هو، الآخر. الشرق