لابد من مناقشة قضية أدمت القلوب وأبكت العيون.. وأطالت ليل السهاد وهي قضية أخواتي الخريجات العاطلات عن العمل.. فقد أصبحت شهاداتهن التي سهرن الليالي من أجل تحقيقها تعيش في أرفف دواليبهن، فهل يكون نصيبهن المكوث في منازلهن بلا وظيفة تؤمن لهن الحياة الكريمة، إن القلب ليتكسر ألما حين نسمع قصص معاناتهن ومشاعرهن المتحطمة فقد أخذت السنون تركض بهن وأخذ اليأس يخيم علي كهوف قلوبهن. مما أضطرهن أن يقعن في ضحية لمرضى القلوب الذين يستغلون حاجتهن للعمل ويوهمونهن بفرص وظيفية كاذبة من أجل استغلالهن ماديا أو هتك أعراضهن وعفتهن. فلماذا يسمح لأمثال هؤلاء بممارسة هذه الأفعال المشينة ولماذا تركت لهم الفرصة للحصول على ما يريدون من بناتنا العاطلات اللاتي لا ذنب لهن إلا حرصهن على العمل والبحث عن لقمة العيش الكريمة. ولماذا لا نحافظ على مكانتها بدعمها وتوفير فرص العمل لها وإتاحة المجال أمامها، فهناك الكثير من الخريجات اللاتي تقطعت بهن سبل الكسب، ولذلك قبلن بأي وظيفة حتى وإن كان مستواها أقل بكثير من مستوى تحصيلها العلمي وأجرها أقل بكثير مما تستحقه. فهؤلاء الخريجات يتعلقن بأذيال أمل أن تؤمن شهاداتهن لهن الحياة الكريمة والكسب الحلال فقد طال عليهم الأمد !! فلماذا لا يكون هناك قلوب رؤومة تنظر في حال الخريجات العاطلات عن العمل!!!! فمنهن من تملك الطموح الواسع الأفق ليكون لشهاداتهن مرفأ لتواكب وتشارك في الحياة.. لترتقي بنفسها وبمجتمعها. أفلا يكون هناك من مغيث يلبي لهن ومستجيب يسمع نداءهن ..فقد أكل الدهر علي شهاداتهن حتى شبع ! وحينما جاء حافز بشروطه التعجيزية ليحرم الكثيرات من حقوقهن ويساهم في زيادة مأساتهن ويعمق من شعورهن بالحرمان، فما ذنب الخريجة التي تجاوز عمرها شروط حافز وما الذي جنته حتى تحرم من حقوقها. أخواتي الخريجات العاطلات عن العمل أوصيكن بالصبر فهو بإذن الله مفتاح الفرج فلا بد لصبركن من أن يقرع قلوبا لها اليد في إغاثتكن وتحقيق أحلامكن في الحصول على وظيفة وسد احتياجاتكن، والبشرى لكن أخواتي الخريجات العاطلات عن العمل؛ فهاهو باب والدنا ملك الإنسانية الملك عبد الله أطال الله في عمره مفتوح وكفه بالعطاء سخية، وسيكون منه ما يحيل ليل أحزانكن إلى أفراح بالحصول على ما تسحققنه، وستعقب حياة البؤس حياة أخرى كلها سعادة وهناء وعيش كريم. خاص صحيفة نجران نيوز الالكترونية