بدون شك لا يوجد إنسان خالي من العيب ومن الاستحالة في عالم البشرية ان تجد ذاك الإنسان الذي وصل لدرجة الكمال باستثناء الأنبياء عليهم السلام .. فكل إنسان له سيئاته مثلما تواجدت فيه حسناته ..فجمال الشيء في اختلافه بشرط أن يكون ميزان حسناته الكفة الثقيلة وفي ظل انشغال الناس بتدبر عيوب الآخرين وإعلانها في المجالس كواجهة لأخبار عاجله ذات أهميه تسقط رغبات الكثير في معرفة المزيد فتبدأ الكراهية تختزل كجنين متواري عن الأنظار بين الناس .. هذا فيه ..وفلان فيه .. ولد علان فيه.. وهكذا يبدأ تسلسل الأحداث المعيبة ولا تكتفي الأفواه الثرثارة عن العيوب الحقيقية بل تصنع لك أفلام أكشن ذات صوره عالية الجودة لنقل الحدث والعيب! وكأن الناقل للسالفة خالي ومصطفى من العيوب .. وكأنه مازال خالي من ذنوب الدنيا كيوم ولدته امه .. بل ويتجاهل ويطمس من حياته عيوبه وهو ينقل بين الناس عيوب للآخرين ... تعجبني طريقة إحدى الزميلات في سردها لعيب رأته في شخص معين محاوله في ذلك إصلاحة و تنبيهنا في عدم الوقوع فيه حيث تقول في بداية حديثها "بدون ذكر أسماء" وتبدأ في السرد بطريقه أنحني لها إحترام حيث سترت عن أختها المسلمة .. وكذلك خرجت من مسألة الغيبة .. وكأنها تحكي قصة مجهولة "لنا فيها الخيار" وهي تربي إبنتيها على هذه الطريقة التي أرى أنها أرقى وأعلى درجات التربية الإنسانية. وهناك قصص كثيرة ولكن أنفرد بذكر قصة أعجبتني عن واقع الإنسان أنه ينظر لعيوب الآخرين وينسى عيوبه ففي ذات يوم انتقل رجل مع زوجته إلى منزل جديد، وفي صبيحة اليوم الأول وبينما يتناولان وجبة الإفطار، قالت الزوجة مشيرة من خلف زجاج النافذة المطلة على الحديقة المشتركة بينهما وبين جيرانهما : انظر يا عزيزي، إن غسيل جارتنا ليس نظيفا كما ينبغي .. لابد أنها تشتري مسحوقا رخيصا …. ثم دأبت الزوجة على إلقاء نفس التعليق في كل مرة ترى جارتها تنشر الغسيل، وبعد شهر اندهشت الزوجة عندما رأت الغسيل نظيفا على حبال جارتها .. فقالت لزوجها: انظر. أخيرا تعلمت جارتنا كيف تغسل فأجاب الزوج: عزيزتي، لقد نهضت مبكرا هذا الصباح ونظفت زجاج النافذة التي تنظرين منها .. !!! نبض : "إجعل قلبك مخباً لكل الأسرار والحكايات ..فديننا أخلاق وإحترام ..قبل أي شيء" كاتبة صحيفة نجران نيوز الالكترونية