حث وزير الخارجية الألماني إيران يوم الأحد على تقديم "عروض جوهرية" لاستئناف المفاوضات النووية مع القوى العالمية وطمأن إسرائيل بأن السماح للجمهورية الإسلامية بامتلاك السلاح النووي "ليس مطروحا". جاءت تصريحات فسترفيله -التي ادلى بها خلال زيارة لإسرائيل- في اعقاب اسابيع من تصاعد لهجة السياسيين الإسرائيليين بشأن احتمال توجيه ضربة منفردة للمنشآت النووية الإيرانية ودعوات متكررة من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقوى العالمية لوضع "خط أحمر" لطهران. وقال فسترفيله الذي عقدت بلاده إلى جانب فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والولايات المتحدة ثلاث جولات من المحادثات غير الحاسمة مع إيران هذا العام انه لا يزال هناك وقت للتوصل لحل دبلوماسي لكنه حذر إيران من محاولة امتلاك اسحلة نووية. وقال لدى اجتماعه مع نتنياهو "وجود أسلحة نووية في أيدي الحكومة الإيرانية ليس مطروحا ولن نقبل بهذا." وتطالب ألمانيا ودول اخرى إيران بفتح منشآتها النووية امام المفتشين الدوليين وتقديم دليل على ان برنامجها النووي المدني ليس له بعد عسكري. وقال فسترفيله للصحفيين في محادثات جرت في وقت سابق مع وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك "نشارك اسرائيل القلق تجاه البرنامج النووي في إيران." وأضاف قائلا "لكن الأمر خطير ومهم وهذا يعني أن المحادثات من أجل المحادثات ليس هو ما نسعى اليه. "ولذلك ندعو حكومة إيران إلى العودة للطاولة بعروض جوهرية وهو أمر ضروري وحاسم للغاية في هذا التوقيت." وخلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في قبرص يوم الجمعة دعت ألمانيا وبريطانيا وفرنسا إلى فرض عقوبات أوروبية جديدة على إيران. ولم يفصح الوزراء عن الاجراءات الأخرى التي قد يتخذها الاتحاد الأوروبي بعد أن حظر بالفعل استيراد النفط من إيران وعزل نظامها المصرفي خلال أحدث مجموعة من العقوبات التي دخلت حيز التنفيذ فييوليو تموز. ويبدو أن العقوبات أسهمت في انهيار الريال الإيراني الذي سجل أدنى مستوى له على الاطلاق يوم الأحد. وقال محمود بهمني محافظ البنك المركزي الإيراني "نخوض معركة مع العالم على الساحة الاقتصادية." ونقلت وكالة الطلبة الايرانية للأنباء عن بهمني قوله "الظروف التي نمر بها ظروف حرب." وتهدف العقوبات إلى اجبار إيران على وقف انشطتها النووية التي يعتقد الغرب انها تهدف إلى اكتساب القدرة على انتاج اسلحة نووية وهو اتهام تنفيه طهران. وتقول إيران ان انشطتها النووية مخصصة لاغراض الطاقة السلمية وانها لن ترضخ للضغوط الغربية. وتنظر إسرائيل التي يعتقد أنها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط إلى احتمال تطوير إيران لقنبلة نووية على انه تهديد لوجودها ولوحت بانها قد تستخدم القوة العسكرية إذا ما أخفقت الدبلوماسية والعقوبات. وأشاد نتنياهو خلال اجتماع لمجلس الوزراء الإسرائيلي يوم الاحد بقرار اتخذته كندا يوم الجمعة بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران بسبب أنشطتها النووية. وأضاف "أدعو المجتمع الدولي بكامله أو على الأقل أعضاءه الذين يتحلون بالمسؤولية بانتهاج المسار الحازم الذي سلكته كندا ووضع خطوط حمراء أخلاقية وعملية امام ايران.. خطوط توقف سعيها لامتلاك أسلحة نووية."