أتتني احدى الصديقات تندب حظها في عدم حصولها على وظيفة بعد دراسة في الكلية ,وهي حديثة التخرج وقد كان لديها أملاً كبيرا في أن تجد عملاً يليق بشهادتها ,ولكن ماذا حدث ؟ تقول : لم أترك مؤسسة حكومية ولا خاصة إلا وطرقت أبوابها وكانت النتيجة واحدة التقديم عن طريق الخدمة المدنية تقول آمنت بالله أن التقديم من خلال البوابة الألكترونية ولكن مايؤسفني هو تعامل البعض معي فهم يعاملوني كالجدار الذي لايسمع ,ولا ينطق ,ومايبهرني نظراتهم الغريبه وأنا حاملة ملفي الأخضر الرسمي وبه أوراقي وكأنني أتيت لهم من كوكب زحل لا أدري ما الذي يعكر مزاجهم كل صباح حيث يستقبلون طالبي العمل بهذه الوجوه العابسة اليائسة النائمة حتى السلام الذي لله يتجاهلون الرد عليه ! كل ما أطلبة منهم إحترامي فأنا طالبة عمل قصتها استوقفتني وأحزنتني على التعامل المهمش لأنسانة تبحث عن عمل كريم بعد دراسة وسهر ومشقة من أجل الحصول على وظيفة تناسبها وكان من واجبي أن أحكي لها ربع ماعانيته أنا أيضا في الحصول على الوظيفه وكانت تقول اذن لستُ الوحيدة التي تعاني قلت لها أطمئني عزيزتي فهناك عشرات الآلاف يعانون مثلما نعاني ولكن صبرا جميل والله المستعان وإذ برسالة تأتيني من إحدى الأخوات للشاعر الراحل محمود درويش تقول فيها \عمرنا أضيق منا ، عمرنا أصغر أصغرإنّا نحبّ الورد، لكنّا نحبّ القمح أكثر و نحبّ عطر الورد، لكن السنابل منه أطهر\ وكأن الرسالة جاءت في الصميم في القلب في الحدث وكما جاء في المثل \ الطيب عند ذكره \ تأملت في حالنا ننتظر وظيفة ربما لن تأتي إلا بعد عشرات السنين ونحن نسعى ونتعلق بحلم بعيد المدى وهذا الواقع فأنا اتكلم من منطلق واقعي فأنا أعرف سيدة جاءتها وظيفة تعليمية وقد شارف عمرها ال 44عام ولم تيأس خلال هذا الزمن الطويل فقد التحقت بحلقات التحفيظ وختمت القرآن في ثلاث سنوات واصبحت أستاذه في مدرسة الحلقات العصرية لتحفيظ القرآن وقد استفادت من وقتها حيث حفظت أعظم مافي الدنيا \كتاب الله\إلى أن جائها الدور في الوظيفة المنتظرة وهذا لاعب الكره شهادته لاتتجاوز الثانوية العامة وربما أقل أو في الجامعة ومؤجل الدراسة من أجل أرتباطات التدريب والمباريات والدوريات أستطاع أن يشق طريقه في الحياة بموهبته التي امتاز بها عن غيرة وأستطاع أن يجني في يوم واحد مايجنية المعلم في عام كامل وكذلك المؤلف يستطيع أن يجني أرباح باهضة الثمن لكتاب يؤلفة وقد قلت لهذه الصديقة أستخلصي ما وهبك الله فيه واعملي عليها الآن إلى أن يأتيك الدور في الوظيفة التي تليق بشهادتك فالمواهب اصبحت تتألق أكثر والعمر كما قال درويش اصغر وفي النهاية لمن يقبعون خلف المكاتب اقول لهم الاحترام هو أحد القيم الحميدة التي يتميز بها الإنسان، ويعبر عنه تجاه كل شيء حوله أو يتعامل معه بكل تقدير وعناية والتزام كاتبة صحيفة نجران نيوز الالكترونية