(حمد) رجل فقير يعول أسرة كبيرةقوامها ثلاثة أبناء وأربع بنات،أيضا زوجته وأخته المطلقة،ومع إشراقة كل صباح يمتطي صهوة الرجاء باحثا عن قوت يومه. ذات مساء جلس حمد وأبناؤه ينتظرون وجبة العشاء،وبعد طول انتظار أطلت عليهم زوجته قائلة : حمد اذهب واحضر لنا خبزا فلم يتبقى شيء من أرغفة اﻷ مس،فما كان من حمد إلا أن قام مسرعا نحو الباب ..ناداه ابنه (صالح) ذو الخمس سنوات : أبي لاتنسى أن تحضر معك مرندا بالفراولة..لاتنسى يا أبي.. ركب حمد سيارته وانطلق إلى بقالة الحي،نزل واشترى منها حوائجه، وعندما عاد إلى سيارته وجد خلفها سيارة يقودها شاب في عقده الثاني. حمد : لوسمحت أبعد سيارتك كي يتسنى لي الخروج. الشاب : يشير بيده طالبا من حمد اﻹنتظار. حمد : فضلا وليس أمرا تنحى جانبا فأنا على عجلة من أمري. الشاب : انتظر حتى يأتي أخي من البقالة,ماذا جرى للناس،اﻷتطيق الصبر دقيقتين..ثم أقفل زجاج النافذة. حمد قارعا الزجاج:تحرك أرجوك أنا مستعجل ..لن يكلفك اﻷمر شيئا.. فقط ابتعد مترين عن سيارتي. الشاب يفتح النافذة : لم تستطع أن تصبر دقيقتين ،وأنا أيضا لا يمكنني التحرك مترين!..ثم أغلقها مجددا. استشاط حمد غضبا فخبط الزجاج صارخا :ستتحرك أم أجبرك على التحرك ؟. فتح الشاب النافذة وتلفظ بعبارات نابية ومهينة لحمد،فما كان من حمد إلا أن فتح الباب وبدأ يضرب الشاب حتى طرحه أرضا.في تلك اﻷثناء خرج أخو الشاب من البقالة وما أن رأى المشهد حتى هرع إلى السيارة وأخذ مسدسا،ثم قام يطلق النار على حمد..أصابه في كتفة وفخذه..أصاب علبة من علب الفراولة.. وقع حمد على الأرض..واصل الجاني إطلاق النار حتى أرداه قتيلا..امتزج دم حمد بفراولة صالح وتدفق راسما على اﻷسفلت شكلا عبثيا يشبه الفكر المشوه لذلك المتهور. يقال أن : يقال أن (لو) تفتح عمل الشيطان ،ولكن في هذا المقام أعتقد بأنها ستفتح باب المعالجات المحتملة لداء بدأ يفتك بالمجتمع,فلو أن حمد تحمل حماقة ذلك الشاب الطائش ريثما يخرج أخاه المتهور؛لما وقعت الواقعة. ولو أن ذلك الشاب تحرك بسيارته مسافة قليلة؛لكانت تلك المسافة كافية لزحزحتهم عن الكارثة . ولو أن اﻷخ اﻷخرق تأنى وقدر الموقف حق قدره،لسلم من الندامة. خلاصة: المشكلة : اﻹستهانة بحرمة الدماء،وإزهاق النفس التي حرم الله ﻷتفه اﻷسباب. من أهم اﻷسباب:ضِعف الوازع اﻹيماني. من الحلول المقترحة:اﻹسراع بتنفيذ العقوبة،وذلك لقطع الطريق على من يسعون في عتق رقبة بغية الثواب،وهم في الحقيقة يهلكون مجتمعا بأكمله!. كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية