من ثلاثين عاما , وتعليمنا كما هو روتين ممل , دوام من السادسة صباحا وانصراف في الثانية ظهرا , مدارس أشبه بالسجون , والدليل عند قرع الجرس الذي لم يتغير صوته خلال الثلاثين عاما تجد الطلاب يتسابقون وكأنهم في ما راثون يحددون أول الهاربين من تلك السجون ! قصدي المدارس , وأنا هنا لا ألومهم فالمناهج غالبيتها تعتمد على السرد والحشو الذي لا فائدة منه سوى قتل التفكير والإبداع , الفصول تولد الكآبة والحزن , لا يوجد بها سوى سبورة وكراسي وطاولات , المقصف يسبب لهم الكثير من الأمراض , وذلك بسبب الغذاء المقدم الغير صحي , الملعب الترابي الذي يقدم لهم مرض الربو, والحساسية مجانا , المختبرات التي لا تكاد ترى بالعين المجردة طوال العام , والكتب القديمة في المكتبة التي تولد الإحباط عند قراءتها , وتوسخ أيديهم وثيابهم عند حملها من كثرة التراب عليها , والكثير الكثير وأنا أتساءل أين المليارات التي تقدمها الحكومة كل عام لتطوير التعليم؟ فقد اهتمت الدولة بقطاع التعليم اهتمام منقطع النظير , وخصصت له كل عام ثلث ميزانيتها , ولكن للأسف لم تجد عقول نيرة و متفتحة , تعمل من أجل رقي التعليم , ونهضته هناك عمل ضئيل جدا لا يحكي واقع هذا الدعم , وهناك قصور كبير جدا يجعل الناظر لتعليمنا يدون أكثر من علامة استفهام على الواقع الملموس وتساؤلاتي الكثيرة من غيرتي على التعليم هي : ماذا ينقصنا ؟ ما الفرق بين دولتنا وماليزيا ؟ لماذا لا نطور تعليمنا وخاصة المناهج والمعلمين مثل هذه الدولة كمثال أو نستنسخ نظامها التعليمي ؟ لماذا لا تبنى مدارس على أحدث طراز, فصول راقية , ودورات مياه نظيفة , وتكييف مركزي , وملاعب وصالات رياضية , ومكتبات , ومطاعم تقدم الأكلات الصحية, ومسارح , وقاعات للتعلم الالكتروني ,وحدائق , ومسطحات خضراء ثم تقدم هذه الخدمات للطلاب وأهاليهم في الحي صباحا ومساء بدون أن تغلق المدرسة أبوابها , لتكون رافد , وداعم , ومثقف , ونادي , ومتنفس , لكل من يقطن الحي بدل أن تأخذ حيز في الحي , ولا يستفاد منها إلا في فترة الصباح ونصف السنة فقط وفي الختام أتمنى لتعليمنا كل التوفيق والرقي كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية