من المفارقات العجيبة أن الأجانب المتعاقدين مع وزارة الصحة .. يتخرجون في بلدانهم ووظائفهم (تنتظرهم) في مستشفياتنا .. وشبابنا ذوي التخصصات الصحية (يبطون) وهم على رصيف الانتظار.. وقد أكاد أجزم بأن أولئك الأجانب يلتحقون بالجامعات والكليات الصحية في بلدانهم من أجل الحصول على وظيفة في بلادنا.. وكأن (دور) الجهات المعنية بهذا الملف هو القضاء على (البطالة) في الدول الشقيقة والصديقة .. ومكتوب على أبناء وبنات الوطن التضحية من أجل راحة شباب وشابات الفلبين والهند وغيرها من الدول التي تستورد وزارة الصحة منها طواقمها ! ولا أدري إلى كم (ليلة) يحتاج خريجي المعاهد والكليات الصحية أن يتغنوا فيها على ليلاهم .. حتى ترفق بهم وزارتي الخدمة المدنية والصحة.. ويفزعون لهم بوظائف تكفل لهم العيش الكريم و(تفكهم) من مذلة حافز صندوق الموارد البشرية .. ولا أحد يدري أيضا ماذا تبقى في رؤوسهم من تحصيلهم العلمي إن كان هناك تحصيل يذكر أثناء دراستهم في تلك (الأشياء) التي تم سلقها (سلق) على أيدي شلة من التجار المنتفعين .. ويطلقون عليها كليات ومعاهد .. وهي في واقع الحال لا تتعدى كونها ضربة موجعة في خاصرة تنميتنا البشرية! ومن المهم أن يعي رواد التوظيف في الجهات ذات العلاقة بأهمية سرعة إيجاد حلول حقيقية لمساعدة فلذات أكباد هذا الوطن العزيز والذين عصفت بهم الأيام والليالي في مهب ريح البطالة.. والسنين تمر عليهم وحالهم حال عابر سبيل تاه في الدروب يحمل بين يديه بوصلته المعطلة (شهادة التخرج) .. لا يقدر على الرجوع من حيث جاء ولا يعلم آخر الطريق الذي يمشيه .. ومازالوا هؤلاء (الفتية) يدفعون فواتير انعدام التخطيط والعشوائية في السماح لمثل تلك الأشياء بممارسة التعليم الصحي (الحلمنتيشي) طوال تلك السنوات.. وإضافة للخسائر المادية والمعنوية التي تكبدوها وأهاليهم .. لم يسلموا من أسنة رماح المجتمع .. وكأنهم سبب أصيل وراء بهذلتهم وجلوسهم سنوات طويلة على دكة (البدلاء) بينما الوافد الأجنبي يلعب أساسي من عشرات السنين ولن يخطر على باله الأعتزال في ظل الاهتمام والرعاية التي يحظى بها من زارة الصحة ! وأعتقد بأن الأمر لا يحتاج إلى (فزعة) ابوقراط لأحفاده خريجي المعاهد والكليات الصحية..حتى تقتنع الجهات المعنية بهذا (الملف) بأن ماطال سمج ..ولا يوجد لهم (عذر) خصوصا في ظل هذا الدعم اللامحدود الذي تقدمه حكومتنا الرشيدة للقطاعات المعنية بتوظيف الشباب..وتأمين الوظائف لحملة الدبلومات الصحية لا يحتاج إلى كل هذه المطمطة في اتخاذ القرارت..وخير مثال تلك الخطوات الجبارة التي تمت في قطاع التعليم ونتج عنها تعيين عشرات الآلاف من أبناء وبنات هذا الوطن وخلال مدة وجيزة .. ومع قناعتي التامة بأن ارتجال القرارات لا يؤدي إلى أي مكان ..لكن في هذه الحالة بالذات وإذا كان الارتجال هو الحل فمرحبا به ! مخرج .. أهمية وحساسية المهن التي يشغلها خريجي المعاهد الصحية تنبع من ارتباطها الوثيق (ب)صحة الإنسان والتي لا تحتمل أنصاف الحلول..ومنطقيا لن نتوقع من شخص (معطل) لسنوات طويلة أن يقوم بما يقوم به (الوافد) الذي يمارس المهنة بين أروقة مستشفياتنا منذ نعومة أظافره ! والله من وراء القصد .. كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية