في خبر ساقته صحيفة إلكترونية جاء فيه «فني أشعة يطلب من مقيمة التعري لأخذ أشعة» إلى هنا ليس في هذا غرابة حتى إن علمنا أن هذا الفني وافد جاء عابرا للفيافي والقفار وقطع المحيطات والبحار ليجد له فرصة عمل أيا كانت، وابن البلد يركن على رصيف البطالة ينتظر رحمة تنزل به من الهيئة السعودية للتخصصات الطبية. ولكن الطريف في الأمر وعلى ذمة الصحيفة أن التحريات كشفت أن فني الأشعة عامل بمهنة شواء لحوم !! كما هو مدون في سجل إقامته الرسمية، إذ تشير البيانات إلى أنه قدم للعمل في المملكة (من جنسية عربية) بمهنة شواء اللحوم. وكون هذا العامل شواء ويعمل فني أشعة أرى انه أمر طريف وليس غريبا في بلادنا، فإن لم يخب ظني فنحن البلد الوحيد والأول في العالم من لديه جزارون ونجارون أطباء وهذا دليل على سيرنا في الطريق الصحيح نحو العالم الأول! وهذه الحادثة الدالة على تدني مستوى الرقابة في وزارة الصحة وبيع الذمم وقلة مراقبة الله في العمل ليست بجديدة فغرائب وزارة الصحة كثيرة، فالوافد الأجنبي بمجرد أن تطأ قدمه هذه البلاد الخيرة يستطيع أن يعمل بها طبيبا إن أراد وهو لا يحمل شهادة الكفاءة المتوسطة، فالرقابة غائبة والضمائر ميتة والاهتمام معدوم وإلا لما نسمع عن أخطاء طبية هنا وهناك ولا أدري لماذا كثرت عثرات وزارة الصحة وزادت مثالبها وتكشفت كثير من سلبياتها، ولعل الشواهد كثر والأخطاء الطبية واقع لا ينكره أحد وكذلك كشف الشهادات المزورة للأطباء والممرضين من حين لآخر. وما يندى له الجبين أن يحدث هذا في ظل تنامي معدلات البطالة بين أبناء الوطن وتزايد أعداد خريجي الكليات الصحية بشتى التخصصات، فنقرأ ونسمع كل يوم عن شكاوى خريجي المعاهد والكليات الصحية وتذمرهم من عدم حصولهم على فرصة عمل في وطنهم، وكيف أن أولئك الطلاب بذلوا الغالي والرخيص ليدفعوا رسوم تلك الكليات ليجدوا أنفسهم على رصيف البطالة بعد أن وقفت لهم الهيئة السعودية للتخصصات الطبية بشروطها التعجيزية، التي أضحت حجر عثرة في وجوه أبناء الوطن من حاملي الدبلومات الصحية وخريجي كليات التمريض والصيدلة وفنيي الأشعة والمختبرات، فمنهم من مضى على تخرجه ثلاث وأربع سنوات وما زال ينتظر، فيما تتاح الفرصة لشاوي اللحوم ليعمل كفني أشعة. ياسر أحمد اليوبي