حينما يقدر لك أن تذهب إلى مستشفى أو مستوصف أو قطاع صحي لدينا في المملكة فستجد أعدادا هائلة من العاملين والعاملات الأجانب وبنسبة كبيرة جدا ، وقد لا يصل حجم السعودة فيها إلى 10 % وأعني في ذلك وبشكل خاص وظائف التمريض والمهن الفنية المتنوعة كالقبالة والصيدلة والأشعة والقائمة تطول في كلا القطاعين الحكومي والخاص في وقت تعج فيه مناطق ومدن ومحافظات الوطن بالكليات والمعاهد التي تدفع بالخريجين والخريجات إلى سوق العمل ، ففي الماضي قبل أن تتحول كليات العلوم الصحية إلى مسؤولية الجامعات ووزارة التعليم العالي وأعني الحكومية كان حلم أي شاب أو فتاة أن ينضم أو يحظى بالقبول فيها كونها تهتم بشؤون من يتخرج منها حتى يتم التعيين من قبل وزارة الصحة ، والآن وبعد إنظمام هذه الكليات لملاك وزارة التعليم العالي ودمجها تحت مظلة الجامعات أصبح كثيرا منهم قلقا على مستقبله على أمل أن تتحسن خطوات التعيين وإن كان البعض يرى أن مزيدا من التعقيد سيواجهه خريجو تلك الكليات بعد إتمام مرحلة الدراسة فيها . بالأمس ذكرت تقارير أن وزير الصحة أصدر قرارا عاجلا يقضي بتعيين 910 من خريجي الكليات والمعاهد الصحية الحكومية والمعاهد الصحية الأهلية منهم 133 بدل متعاقدين أجانب ، والسؤال الذي أطرحه على المسؤولين في وزارة الصحة وعلى رأسهم معالي الوزير الدكتور عبدالله الربيعة والذي عرفناه بإنجازاته ونجاحاته التي كانت ولازالت محط أنظار وإعجاب العالم من حولنا لما اشتهرت به المملكة من فصل للتوائم السيامية .. هل منشآتنا الصحية بطول وعرض المملكة لا يوجد بها سوى ال 133 أجنبيا كي يعين بدلا منهم سعوديون ؟ ولماذا نجد كثيرا ممن تخرجوا يقبعون في منازلهم بلا عمل وهم الذين تلقوا تحصيلهم العلمي في كليات ومعاهد خاصة والآسيويون والجنسيات الأخرى تمتلىء بهم المستشفيات والقطاعات الصحية ؟ أم أن « عقدة الأجنبي « لازالت تعشش في قناعات بعض المسؤولين بأن مخرجات التعليم في القطاع الخاص لاترقى إلى ماتتطلبه مستوى هذه المهن الصحية ؟ ولماذا إذن كل هذه المعاهد والكليات الخاصة التي انتشرت وازدادت منذ سنوات طويلة ويدفع الطالب أو الطالبة مبالغ طائلة عليها إن كانت كذلك ؟ قالو : ** الهزيمة شيء مؤقت ، يأسك من إعادة المحاولة يجعلها دائمة ** الناس يميلون الى رؤية مايميلون إلى رؤيته .. ولكن الحقائق تحتاج إلى شجاعة [email protected]