فوجئت محكمة جنايات القاهرة بغياب المرشح بانتخابات الرئاسة في مصر، الفريق أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في نظام الرئيس السابق حسني مبارك، عن الجلسة التي عقدتها المحكمة الاثنين، لاستئناف نظر قضية "موقعة الجمل"، التي وقعت أثناء أحداث ثورة 25 يناير/ كانون الثاني من العام الماضي. واستأنفت المحكمة، في جلستها الاثنين، برئاسة المستشار مصطفى حسن عبد الله، نظر القضية المتهم فيها 24 من قيادات الحزب الوطني "المنحل"، وأعضاء سابقين في مجلس الشعب، إضافة إلى عدد من رجال الأعمال، بقتل المتظاهرين السلميين، خلال أحداث الثورة التي أنهت 30 عاماً من حكم مبارك. واستمعت المحكمة إلى شهادة الناشط السياسي، الدكتور ممدوح حمزة، في شأن مشاهداته لما جرى في ميدان التحرير، بوسط القاهرة، يومي الثاني والثالث من فبراير/ شباط من العام الماضي، قبل أيام على إجبار الرئيس السابق على التنحي عن السلطة، في 11 من نفس الشهر. وأفاد موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفزيون الرسمي، بأن الفريق أحمد شفيق، واللواء حسن الرويني، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، رئيس المنطقة المركزية العسكرية، تغيبا عن المثول أمام محكمة جنايات القاهرة للإدلاء بأقوالهما وشهادتيهما في شأن المحاكمة. وكانت المحكمة قد أمرت بالنداء على الشهود للاستماع لأقوالهم، وتبين تغيب شفيق عن الحضور، إلا أن المحامي يحيى قدري، تقدم للمحكمة بتوكيل عام من شفيق، كما قدم طلباً عنه يعتذر فيه عن عدم حضور الجلسة، ويلتمس منحه "أجلاً مناسباً" للحضور في جلسة أخرى، كي يدلي بشهادته. كما قدم ممثل النيابة العامة مذكرة رسمية من هيئة القضاء العسكري، وردت إلى نيابة استئناف القاهرة، مفادها اعتذار اللواء الرويني عن عدم حضور جلسة الاثنين للإدلاء بأقواله أيضاً، طالباً إلى المحكمة تحديد جلسة الخميس القادم لسماع شهادته، أو أي جلسة أخرى تراها المحكمة. وكانت المحكمة قد حددت يومي 12 و13 يونيو/ حزيران الجاري، لسماع شهادة كل من الداعية الإسلامي صفوت حجازي، والدكتور محمد البلتاجي عضو مجلس الشعب عن حزب "الحرية والعدالة"، والإعلامي توفيق عكاشة، بعد اعتذاره عن حضور جلسة الأحد. واستمعت المحكمة، في جلستها الأحد، إلى شهادة الصحفي سيد علي، مدير تحرير جريدة "الأهرام"، ومقدم برنامج "حدوتة مصرية" على قناة "المحور." وشهدت الجلسة السابقة مفاجأة مثيرة، حيث وجه دفاع المتهمين إلى جماعة "الإخوان المسلمون" تهمة التخطيط للأحداث، وقدم أسطوانة مدمجة لهيئة المحكمة، تحتوي على مشاهد من أحداث الموقعة الشهيرة، و طالب باستدعاء الصحفي علي السيسي، مدير تحرير صحيفة "المصري اليوم"، لسماع أقواله عن معلوماته حول الواقعة. كما طالب الدفاع بإدخال الفريق أحمد شفيق كمتهم في الدعوى، بزعم "مساعدة البلطجية" على دخول ميدان التحرير، أثناء المظاهرات السلمية في يناير/ كانون الثاني قبل الماضي، أثناء توليه رئاسة الوزراء. واستخدم عشرات الموالين للنظام السابق، الجمال والجياد في مهاجمة المتظاهرين العزل في ميدان التحرير، حيث انهالوا عليهم ضرباً بالعصي والأسلحة البيضاء، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، من المحتجين الذين كانوا يطالبون بإسقاط نظام مبارك.