أخذني التفكير بعيداً قبل ثماني عشر عاماً وتذكرت قصه مؤلمه حدثت على هذه الارض في مكان ما لطفل معاق في بداية ربيع عمره الاول هذا الطفل لم يكن طفلاً في الحقيقه بداخله كان انسان يحمل روح رجل ، رجل عرف معنى الشرف الحقيقي ، لم يعرفه بعض الرجال الاصحاء ، في أمان الله كان يسير حتى شاءت الأقدار ان يعترض طريقه قدر لا نعلم ان كان خيراً ام شر فنحن خلقنا ابناء القدر المحتوم ورضينا به دائماً وابداً دون اعتراض ، لكن الله حين خلقنا ميزنا الانسانيه وأوجد الانسان ليعمر هذا الكوكب الكبير وأوجد القوانين والحدود التي تحفظ لذلك الإنسان حقوقه وإنسانيته ليستطيع ان يحيى بسلام ، لكن ذلك النزاع الدائم بين الخير والشر وقف في طريق ذلك الطفل في مساء حزين إزداد حزنا وامتدد حين مات الضمير واحتجبت الحقيقه عن اعين الناظرين حتى نام من نام ونسي من نسي ، الا قلب ينبض بالرحمه وعقل يعرف معنى الضمير ، تخيلت لو ان مسار تلك القصه اختلف ، ولو ان ذالك الطفل الذي كان ضحية !!! اعذروني ان قلت ضحيه لانعدام الإنسانيه ، التي طمست الحقائق؟! وشلت القوانين ؟! ، ولو أن عداله الانسانيه جرت مجراها كيف ستكون حياة ذالك الطفل الان؟؟! شاب يزهو بنفسه لانه رغم إعاقته دافع عن نفسه دفاع الحق وانتصر ، إلا أن نار الانحراف عن الحق وعن الانسانيه تركه قابعاً في غياهب الظلم سجيناً ثمانية عشر عاماً ينتظر صحوة الضمير مؤمناً بعدالة السماء ، اني أتسائل هل بعد كل هذا الوقت من اللوعه والفقد والحزن والعذاب الذي قاسيناه جميعاً حيث أن البعض أستسلم والآخر تكتف قسراً في صراع الحق والبحث عن الحقيقه ، هل نستطيع ان نعيد نصاب الحق من جديد ونزن بميزان العداله الحقه؟! هل تستطيع قضية ذالك الطفل محمد القحص نبش كل ذالك الغبار الذي تراكم على كتب القوانين التي تعيدنا لكهوف العصر الحجري ؟! وهل نستطيع أحياء الحياه فيها من جديد وأعادة الطفوله وحق الانسان ان يبقى انسان بفطرته وبأختلاف جنسه ولونه وبيئته وثقافته هل تستطيع أعادة الروح لمحاكم الحق لدينا فقد سئمت تلك الدور والمباني من قضايا لا تعني للإنسانية شيئا وسئمنا قضايا الفساد وتعقيد الحقائق وابتذالها، سئمنا قضايا تتحدث عن الجنس والعنصريه والمخدارت والجريمه وتدمير القيم والمؤسسات العائليه والغير عائليه ، سئمنا قضايا التمرد في الخفاء، يا محمد يامن اسمك باسم خير البريه واعظم من حمل لواء الحق والانسانيه اني لا استجدي في قضيتك احداً ولا اناشد احد انا ادعو لك ولي الله ان تستيقظ ضمائر الانسانيه ... كاتبة صحيفة نجران نيوز الالكترونية