من نافلة القول أن أهل نجران يعتنقون مذهبا اسلاميا عريقا ضارب الجذور في أعماق الدين الإسلامي وينهل من معين لاينضب ويستمد تعاليمه من نبع عترة الرسول الكريم الطاهرة التي سترد عليه الحوض.وصحيح ان المذهب يشترك في الكثير من الأصول أو يختلف عن بقية المذاهب الإسلامية الأخرى السائدة في المملكة أو في أنحاء العالم الإسلامي. وصحيح ان هناك الكثير من الحقوق الطبيعية المشروعة المنقوصة التي يتوق أبناء منطقة نجران الى التمتع بها على الصعيد الوطني وبما يلبي كافة احتياجاتهم الدينية والدنيوية. وصحيح ان هناك خللا واضحا ومستمرا في تعريف وتحديد العلاقة المتبادلة بين الدولة - كمفهوم مؤسسي تقع عليه واجبات الرعاية الكاملة - وبين المواطن المتلقي لهذه الرعاية والذي له احتياجاته وتطلعاته المختلفة. ولا أحد يمكن أن ينكر ان الدور الذي يفترض ان تلعبه الدولة كمؤسسة جامعة تجاه مواطنيها - الذين بينهم مشتركات وفوراق كثيره - يخضع في كثير من الأحيان للأهواء والأمزجة والإجتهادات والتصورات الذهنية المسبقة لبعض المتربعين على سدة صناعة القرارات المصيرية,الذين هم أيضا بدورهم مواطنون لهم مشتركاتهم وإختلافاتهم مع غيرهم من المواطنين . كل ماسبق صحيح ولاغبار عليه ولكنه لايعني البته أن مصطلحا كمصطلح "الأقلية" يمكن أن ينطبق أويطبق على أهل نجران عندما ننظر إلى الأمر من منظور الأقليات المختلفة حول العالم . الذي يجب أن يكون صحيحا وواضحا وجليا في أذهان النجرانيين انهم ليسوا قلة ولا أقلية في وطنهم كما يوحي وهم مصطلح "الأقلية" الخادع الذي يردده البعض بين فترة وأخرى. لستم أقلية كما يعتقد-بحسن نية- بعض من أبناء المنطقة.ولستم أقلية أبدا كما يطمح الذين في قلوبهم مرض ولا يريدون لكم الخير. ولستم أقلية كما يروج له من بعض الذين يتحينون الفرص للإنقضاض على الحقائق الناصعة,الجغرافية والدينية واللغوية والتاريخية والديموغرافية. لا يصح ولا يجوز بأي حال ان تكونوا أو البعض منكم أسرى لمصطلح لايمت لكم بصلة ولاينطبق عليكم علميا ولا موضوعيا بأي صورة من الصور أو شكل من الأشكال.لاحاجة لكم به من قريب أوبعيد.فهومصطلح لا يشبهكم ولا أنتوا تشبهونه.مصطلح "الأقلية" ثوب ليس من مقاسكم ولا يليق بكم.أنتم أعظم وأكبر وأنقى وأكثر تجذرا في كل أنحاء الوطن من كل هذه المصطلحات ومن كل التعريفات الدخيلة.وحقوقكم أوضح وأنصع من أن تقزّم او تختزل في مصطلحات كالسراب يحسبه الظمآن ماء. أعتب بشده على الذين يرددون من أبناء المنطقة ( بعضهم من ذوي البصر والبصيره ) مصطلح "الأقلية" ,ظنا منهم أنه ينطبق عليهم أو أنه سيجلب منفعة او سيرجع حقا منقوصا.آمل وأدعو عبر هذه الكلمات أن لا يقع أحد في فخاخ المصطلحات الخادعة التي ضررها أكبر من نفعها.هناك حقيقة لايمكن أن يزحزحها أحد مهما أوتي من قوة ومهما بلغ من جاه او سلطان وهي أن الوطن واحد وملك للجميع دون إستثناء وبصرف النظر عن التصورات الإعتباطية التي قد ترتسم عنه في أذهان بعض النافذين والمتنفذين فيه. من هذا المنطلق الوحدوي للوطن فأنه لاوجود ولا يجب أن يكون هناك وجود لأقلية او لأكثرية لأن ذلك ببساطة شديده لاوجود له على أرض الواقع إلا في أذهان مروجي أوهام المصطلحات والذين جعلوا من مناصبهم وسيلة إستغلال وعسف وتكسب وتخلوا عن أمانتهم ومسؤولياتهم. كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية