واشتعل رأسي شيبا عندما سقطت في يدي ورقه بصدفة عجيبة وكان في مضمونها الآتي : ارتبطت بأمرأة تكبرني بأعوام كانت كالمرأة التي رسمتها في احلامي حينما بدأت اتحسس عالم الإناث وجدت بها روح طفلة وعزم أم وحنان جده وكأنني أنا من يكبرها بعشرين عام لا اعرف من فرض سنن تواريخ ميلاد النساء فجميعهن صغار أمام الرجال ولايتقيدن بعمر معين وكل مازادت إمرأتي عمرا جديدا أرى شيء مذهلا وكأنها كيمياء في الحب والجمال تزيد تفاعلا مع كل تقدم لها في العمر ولكنها ماتت وذهبت روحها لبارئها وأنا في كل يوم \جمعه\ أذهب لأزورها في قبرها واخبرها عني وعن بناتها وأنني لم اعد اقوم بصباغة ذقني حزنا على فراقها أعلنت ِكَبري أمام النساء خلفها لأني أخاف أن ارتبط بإمرأة اخرى فأنساها وأنسى كلماتها وصوتها فكل النساء فاتنات جميلات فقررت أن أتنحى قليلا عن عالمهن رغم ضغوطات من العائلة بتزويجي ولكن حبها وعطفها وحنانها لن اجده في النساء من بعدها ! كتبت كلماتي هذه وأنا أمام قبرها وقرأتها عليها ثلاث مرات كما كانت تردد في حياتها أعد كلماتك ثلاث مرات حتى استلذ بها ! وفي منتصف الورقة كان فيها الآتي : لم يقف معي في مأساتي سوى صديقي لم يقف أخي ولم تقف أختي ولا ابناء عمومتي معي كنت ابكي فقدانك كنت اتمنى من يأتي ليمسح دمعتي ينسيني هم وغم فراقك رغم المسافات الشاسعة بيني وبين صديقي إلا أنه اجتازها ووصل داري وقبّل رأسي وضمني إليه وواساني وكل هذا بعد مراسم عزائك كان يأخذني أنا وبناتك لتغيير نفسياتنا كنت اراه أخي وابي وكل ماتعنيه الحياة فقد كان بعد الله مخفف آلام فراقك ولكنه مات نعم مات وسقطتُ مغشيا حينما سمعت بوفاته حزنت كثيرا فعندما حظرت مراسم عزاءه سقطت مرتين من هول المصيبه لقد فقدت في عام واحد اعظم منحه منحها الله لي \زوجتي وصديقي \ وفي نهاية الورقة كان فيها الآتي : كنت لا اسمح لبناتي أن يذهبن إلى رحلات مدرسية إلا هذه المره سمحت لهن وقلبي مقبوض عليهن وعند الساعة التاسعه والنصف يأتيني اتصال من إحدى المشافي يخبرني بضرورة الحظور وكوني طبيب ظننت أنه امر يخص العمل ولكن الكارثه أنني رأيت بناتي الأربع ممددات جثث لاحياة ولاروح سقطت هذه المره مشلول شلل نصفي من الفاجعه وأنا أكتب هذه النهاية بعد انتهائي من جمع شتاتي وأنفاسي متوجها إلى دور الرعاية الأجتماعية لأعيش مقعدا فاقدا لأحبابي النهاية