انتقد عضو في مجلس الشورى الهدر للمال العام من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب، كاشفاً أن ما يتقاضاه الهولندي ريكارد مدرب المنتخب الأول لكرة القدم شهرياً (800 ألف ريال) يعادل راتب عشرة وزراء سعوديين. هل يعني هذا أن راتب الوزير السعودي ثمانون ألف ريال؟ لكن هل هو الأساسي فقط أم مع البدلات؟ المهم أن مجلس الشورى معه حق في انتقاداته لكنها تظل مجرد انتقادات للاستهلاك فهو لا يملك سلطة لإيقاف هذا العبث بالمال العام! وليته لم يعلن عن راتب المدرب الذي لم يحقق لنا شيئاً لأن مشكلة الرياضة السعودية أكبر من إحضار مدرب عالمي يتنقل ويسكن ويأكل ويشرب على حسابنا ويأخذ شهرياً قرابة مليون ريال ومدة عقده ثلاث سنوات معظمها وهو خالي شغل، فالمنتخب خرج من تصفيات كأس العالم وصنف في تصفيات آسيا المقبلة مع فيتنام وتايلند وعمان! نعم يا ليت أن مجلس الشورى وقبله الرئاسة لم يعلنا عن هذه التعاقدات الضخمة لأن فيها استفزازا لمشاعر الناس الممزقة والمطحونة بالهم والفقر والألم ووجع العيش! لا أقول هذا الكلام من الهواء بل من وسط الشارع والزحام المرير بين الوجوه المتعبة والذين يمثلون اليوم أكثرية هذا المجتمع مع الأسف. فكما سبق وعلق هؤلاء الناس، بأنين حارق، على أخبار تعاقدات سابقة للمنتخب نفسه وبعض الأندية وأشرت إليها في مقالات سابقة، ها هم يعلقون بما هو أحرق و(أخرق) على خبر الشورى قائلين إنكم تسخرون منهم تسخرون من الجياع، وتورثون الحقد والإحباط والكآبة القاتلة في نفوس الذين لا يملكون حتى ثمن الخبز! طالما أن التخصيص بعيد، فهل نحن بحاجة إلى أن يخرج من ينوّر مسؤولي الرياضة ويقول لهم اتقوا الله ولا تعلنوا عن تفاصيل صفقاتكم من نوع ريكارد ففي بلادنا آلاف مؤلفة من الفقراء والمحرومين والعاطلين والمديونين والمرضى الذين لا يجدون ثمن العلاج! كما فعل بابا الفاتيكان السابق يوحنا بولس الثاني عندما طالب الأندية الإيطالية والقائمين عليها بأن يتقوا الرب ويتمسكوا بعدم الإعلان عن صفقاتهم الضخمة مع اللاعبين والمدربين حرصاً على مشاعر المحرومين والفقراء والعاطلين! بعد انتحار مواطن عاطل تحت عجلات القطار احتجاجاً على المبالغ الخرافية التي يتقاضاها المحترفون في (الكالتشيو)! علي مكي الشرق