احتاج الى ثوره.... تكون الثوره عادةً ضد الظالم او المتجبر والاستبدادي , أما الظلم فهو في جميع حالاته منبوذ وغير محمود وكذلك ايضا التجبّر والديكتاتوريه , وإنا نستعيذ بالله ان يكون بيننا ظالم او متجبّر ونسأل الله يمدد علينا أمننا وأماننا في ظل قيادتنا الكريمه , وبين احضان وطننا المعطاء ,,, لكن ماذا عن المستبد وهل يعقل ان يكون هناك رجل مستبد محبوب , او استبداد محمود؟؟؟ بالطبع ,,نعم , واعتقد ان ثمة اشخاص يجيدون اداء دور المستبد اللطيف بإحترافيّه عاليه . كثير منا يعانون الاستباديه المحموده او اللطيفه واعني بذلك استبدادية بعض الاصدقاء , ولعلي واحدا ممن عانوا الأمرين جرّاء هذا الاستبداد اللطيف , ولَكَم عانيت من استبداد أحد اصدقائي وتسلّطه عليّ ,, هذا الصديق العزيز ما ان تتاح لنا الفرصه للجلوس معا , وتبادل أطراف الحديث سويّا الا ويبسط هيمنته على كل شارده ووارده , ثم يحكم القبضه على طاولة الحوار , فلا يدع لمن حوله اي فرصه للتعبير او حتى لاقتطاف اي مشاركه في الحوار وان كانت مختصره . بدايتي مع هذا المستبد اللطيف كانت في جلسه من الجلسات ,, أخذ يحدثني عن ايام طفولته ,, وكيف كان هو الإبن المدلل ,, وكيف كانت شخصيته القويه مع اصدقاءه من أطفال الحاره , فكان هو الآمر والناهي ,, وكان هو المتحكم والمتصرف بكل شيئ ,, ثم حدثني باسهاب عن مواقفه النبيله في كثير من اللحظات الحرجه التي يتعرض لها في حياته .. وحتى اختصر عليكم فإنه جدير بالذكر وبالعوده لشهادة اصدقاءه القداما والذين عاشوا معه تلك الفترات ,, فانهم ينفون كل ما قاله ,, ويجمعون قولا واحدا ان هذا الصديق (( فّقّاش )) من الدرجه الأولى , ويعشق تمجيد نفسه , و لو ُأعِطَيت له الفرصه ليمتدح نفسه ويثني على افعاله العظيمه ,, لما اتوقف عن الحديث ايام وليالِ طوال. وقد اخبر هؤلاء الشهود انهم مّلّوا كثيرا اسلوبه وانفضوا عنه بعد ان فقدوا الأمل في إخراجه من نفق اساطيره الخياليه . نقطة ضعفي في هذا الموضوع انني استحي كثيرا , ولا امتلك الشجاعه الكافيه التي تخوّل لي مصارحة هذا الصديق , حيث انني اجزم تماما ان 99.9 % مما يرويه لي عن بطولاته وامجاده لا تتعدى كون الخيال , لكنني اجد صعوبه في ابلاغه بعدم تصديقي لخرافياته , فأستسلم لما يقول , واتظاهر وكأنني قد صادقت على تلك الاسطوانات الفارغه , ولا أخفيكم ان اعتقاده بأن خزعبلاته قد مرّت على عقلي مرور الكرام يزعجني كثيرا . اذا كيف هي الطريقه للتخلص من هذا الاستبداد اللطيف , وهذا الخيال الطويل الذي لا يكاد ينتهي !! يبدو انني بحاجه الى ثوره ضد استحيائي من مصارحته ,, وفي نفس الوقت ثوره لإخراجه من حياته الخياليه....اذا كلانا في حاجه ماسّه لثورة إفاقه من ((الكذوب البيضاء )) والخيال الواسع. ...... أجمل ما في الموضوع ,, ان هذا الصديق يمتلك قدره فائقه في صياغة الأحداث , وابتكار السيناريوهات ,, وتأليف القصص والروايات , بشكل مترابط و سهل ,{ وكأنه حقيقه} ... كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية