أنا في قصري بين فساتيني و أرواجي وكعبي العالي وخلف النافذة أطل على ضباب عانق قريتي أتأمل تارة في بيوت تساكنني وقد كستها أسرار لا اعلمها واغوص تارة بين أوراقي وأقلامي وشعور قد لازمني سبحانك يا الله كيف أحييت وجداني وأيقضت مشاعري لأكون شاعرة هذا الجبل أعود وأتأمل حياة قريتي ذات الجمال الآسر وحين عانقها الضباب وتداخلت به إيقاعات قطرات المطر على جبالها طوال أيام السنة وكأنها تعيد الحياة لقلوباً ماتت منها المشاعر والأحاسيس الجميلة.. وكأن همها الأسفار من اجل التنكيد لي فرفقاً بي أيتها القلوب الحاقدة رفقاً بي فأنا أنثى حالمة رفقاً بقلبي النابض أيتها النساء الحاسدة فأنا وأنتم تظلنا نفس السماء وتقلنا نفس الأرض والتراب فأنا صغيرة على تسلق ذاك الجبل الذي يتصبب على قمته المطر في فصول السنة الأربعة منذ دهرٌ من زمان الأولين! ورغم تقلب الزمن بين قلبي والضمير وبين قريتي والمدينة ألا إنني أرى في صوتي وفي لغتي لحنٌ يجذب الجميع! أتأمل في نفسي وأحدثها مابالي ألزم من الصمت الكثير مابالي أرى في عيني طفلة لا تعلم أين تسير! مابالي أحس ألماً يطعن قلبي من أنسانة في ظليمة أتبعتني بها وعمري تسعُ سنين! وأرى في تأملاتي إجاباتي لتساؤلات ميقَظة لي.. كتاباتي أرى فيها رسالات مقامات لكم أنتم قرائي لعلها تصل إلى صميم القلب لتدركها عقول تدعي شرف الضمير لوكنت أعلم أن في قصري بذور من الضغن بُنيت بين طوبها لأخذت فأساً فأكسر الضغينة حتى الموت حتى المنفى الأخير أتأمل من نافذة غرفتي بيوتاً تلامس جدار قصري.. وما فيها من أسرارٍ وأحداثٍ ربما كنت أنا وأمي وأبي وأخي سرٌ دفين في تلك البيوت التي تحيط بي وأن كان الظن أثم إلا أنه أداة استشعر بها نبض القلوب من حولي ولكن مصيرها ستنكشف اليوم أو غداً أو بعد حين.. ولو كان كشفها على لسان طفلٌ صغير! هاهو الضباب الذي عانق قريتي بدأ في الزوال من جديد مثلي تماما سيزول عني غطاء ظليمة تلبستني من سنين كاتبة ومحررة صحيفة نجران نيوز الالكترونية*