الرحلة إلى نجران لها مذاق خاص، فهي رحلة إلى التأريخ والأصالة، رحلة إلى جزء من قلب ملك أهدى أبناءه وبناته هناك أعز ما يملك مشعل بن عبدالله، ذلك المهيب الذي أشعل الأمل والحب في نجران وأهلها. عندما تهبط طائرتك إلى ذلك المطار المبهج تجد أنك ومن أول خطوة تسير إلى ما يدهشك، إلى ما يثير بداخلك كوامن الرغبة في التحديق والسؤال، فأنت محاط بمن يقدم لك نجران قبل اسمه وهذا ما يلفت النظر إلى أولئك المخلصين الذين آمنوا بأن حبهم لنجران هو جزء من قصة عشق لهذا الكيان الكبير. الرحلة إلى نجران رحلة إلى قصص وأحلام وآمال، يعيشها مشعل ورفاقه المخلصون هناك على ضفاف صحراء بحجم اتساع طموحهم وأملهم بغد يرسم مدينتهم واسطة عقد مملكة الإنسانية، هناك حيث ينسجون ملحمة عمل مخلص لوطن حدوده قلب كل نجراني ونجرانية، هناك تقاسمنا الفرحة بيومنا الوطني في موطن حكيم العرب قس بن ساعدة، وبدأت تلك الرحلة والكل حريص أن نرى نجران ونجران فقط، هذا الحب لنجران حدثت به الأمير مشعل بن عبدالله والذي أكد إحساسي هذا، بل إن سموه عنده مفتاح مهم سهل مهمته في إدارة ذلك الجزء الأغلى في نفسه. لم تكن الأخدود إلا شاهدا على صبر وثبات أولئك المؤمنين المخلصين، الذي سار أحفادهم على خطاهم في قوة وتحدٍ وثبات لوضع نجران مدينة الرهان الأصعب في القمة، وهناك في نجران التي أبت أن نودعها إلا وفي ذاكرتنا وشم لا يمحى عندما صدر القرار الملكي بمشاركة المرأة عضوا في مجلس الشورى والمجلس البلدي، كنا قبلها بليلة واحدة في مجلس صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله نبث له همومنا ويشاطرنا آمالنا، ولم ينبلج صبح ذلك اليوم إلا وقد فاجأنا والدنا الأعز الأغلى بما كنا نتمناه دون أن يصله منا أي من الأسئلة التي بثثناها للأمير مشعل، ويبعث لنا مشعل الفرح والذي هنأنا وهو متفاجئ مثلنا. ولتزغرد نجران ابتهاجا، ولتكون تلك المدينة التي أحببت شاهدا على تأريخ نسجناه هناك على ضفاف الأخدود. كاتبة / عكاظ