تقودنا الدوافع الذاتية والرغبات الجسدية للانشغال بالحياة اليومية والادعاء بأن ما نفعله صائب, نؤدي بعض فروضنا الدينية وبها نستمد الرضا بأننا نؤدي رسالتنا الآتي خلقنا لأجلها. فمن لديه مدخول مادي ومستور في حياته ويؤدي فروضه الخمس يعتقد بأنه يعيش الحياة بكامل جوانبها. عندما يكون هناك وقت نقضيه منفردين نتجنب أن نفكر التساؤل: أحقا سأقضي بقية حياتي هكذا؟ ندعي الفكر ونحن نعلم بأننا فقط نردد أقوال غيرنا وعقولنا ما هي إلا أوعية حالها حال أي أنية لحفظ الأشياء حتى حين استخدامها. ألا أن بعض تلك العقول يكون فعلها بما فيها وكما يقول المثل العربي " كل أناء بما فيه ينضح " فلا عمر شيئا بقي على حاله أن فصل عن أصله وخزن أو حفظ في وعاء, حتى الماء نفسه فما بالك بخليط من الأفكار والرغبات والدوافع. حتما سيكون هناك حل لتنقية العقول وتهذيبها , وحتما العقول لها فعل الذاتي لتأثيرها على ما بها من مخزون ولكنه يكون خارج نطاق قدرة الفرد على التحكم فيه. نعيش حقبة عشوائية وغير منهجية, فالغالبية لا يعلمون ماذا يريدون ولا على أي فكر ينهجون. " حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا ". فالتعليم لا هدف لها إذا أسقطنا بعض من الأفكار الأيديولوجية أو الموجهة مسبقا, أقراء وأكتب تصبح متعلما. أليس من المفروض أن أتعلم شيئا أنتفع به ؟ فلقد اندثرت صفة توريث العلم للأجيال من الأب إلي الابن كمنفعة إلا فيما ندر. وعندما نصل إلي التعليم الأكاديمي يكون أول الأسئلة " هل تخصصي مطلوب ؟" والأجدى هل أحب هذا المجال وهل سأبدع فيه. الحياة أيضا اليومية لا هدف منها سوى بالاستزادة في المال والأبناء, كل شيئا رتيب. لا أهداف واضحة على صعيد الفرد. القراءة الحرة أو التثقيف الذاتي مطلب ولكنها لم تعد هي أيضا حرة بل نقراء لنحدث وتسوقنا المكتبات والصحف والتلفزيون لقراءة ما يريدون لنا أن نعرف. قضايانا التي نناقشها سطحية ولا تستحق الوقوف عندها , ولكن يفخمها بأن هناك من يريد أن يفرض رأيه بناء على أناء يملكه فوق أكتافه ويحاربه بمن يضع برميلا أكبر من أناء الأول. الجماهير تنجر خلف كل هذا الأصوات لا حب في الحق ولكن لأن الحياة التي يعيشونها رتيبة فيحاولون كسر الرتابة بالمشاركة ولأبعاد ذلك الصوت بداخلنا والذي يحثنا دائما على أن هناك أشياء في حياتنا نهملها وهي أحق بالاهتمام. قيادة النفس مسئولية عظمى سواء في جمح الرغبات وتهذيب الأفكار وتصحيح الدوافع ونبذ الأنانية وحب الذات والتنظير لها كمصلحة مجتمعية. " لنستمع للأصوات بداخلنا ولا يجب أن ننجر خلف من يحاول جرنا, لنؤمن بأننا قادرون على تقديم المزيد , وعندما ننظر إلي المستقبل يجب أن يكون نظرنا مركز على أبناءنا لا على أنفسنا, الأجدر من الحديث عن الأخطاء أن نشيد بكل فعل صائب ونشجع ونكرم صاحبه ليكن دافع لغيره " وفي الأخير: " جسد الآدمي يتخلص من كل سيء وضار باستثناء الأظافر والشعر والتي يجب أن نهذبها بأنفسنا , لا يجب أن نرتكن على المجتمع في ما يخصنا فنحن أولى بقيادة أنفسنا من غيرنا لمعرفتنا الحقة بها " صالح بن عايض منتديات وادي نجران