السلام عليكم وكل عام وانتم بألف خير وأسال الله ان يعيده علينا وعلى الجميع بالخير والمسرات ... بعدايام معدودة سيعود الابناء لمدارسهم لتبدأ سنة دراسية جديدة نحمل فيها كآباء هموم ومسؤلية تجاه مستقبل أبناؤنا.. سعيد المالكي معلم بمدرسة خالد ابن الوليد الابتدائية وبعد سنوات طوال قدم فيها هذا المعلم كل انواع مانسميه التربية والتعليم بآن واحد لقد درس اجيال واجيال قبل ان يغادر الى جدة لظروفه العائلية ولعدم تمكنه من البقاء بمنطقة نجران. هذا الرجل رأيته باحدى المرات ومعه طالب بالمرحلة المتوسطة وما لفت نظري ان الطالب بمجرد رؤيته للمعلم قام بالسلام عليه وتقبيل يده مع ان الطالب يومها كان اطول من معلمه ولكني توقعت ان هذا الطالب هو ابن المعلم سعيد!! ولكن لم يكن كذلك نسبا ولكن كان ابنه كمربي له ومعلمه واستاذه طوال 6 سنوات بالمرحلة الابتدائية وهو يكن لمعلمه كل الاحترام الذي يكنه الابن لابيه وربما اكثر ... لم يكن ذلك الطالب وحده بل تكاثر الطلبة واحتضنوا معلمهم القدير فهناك من يقبل اليد وهناك من يقبل الراس .. سالت احدهم قبل ان اعلم الامر فذهب يوضح لي سبب تبجيلهم لذلك المعلم وسرد لي القصص والاحداث منذ دخولهم للمدرسة وكيف كان يتعامل معهم هذا المعلم الذي يقول عنه احدهم كان هذا المعلم والدنا الآخر بالمدرسة ..الغريب لم ارهم يقبلون المعلمين الاخرين ولا اعلم هل ربما لانهم معلمون جدد ام كان سعيد المالكي يعلم سر الدخول الى قلوب هؤلاء الطلبة.... خسارة فادحة لطلبة مدرسة خالد بن الوليد انتقال هذا المعلم الى جدة .. على الجانب الاخر وبمدرسة أخرى كان هناك معلم قاسيا في معاملته لتلاميذه حتى انه كان يظطرهم في بعض الاحيان إلى إعادة قراءة القطعة الاملائية لاكثر من ثلاثين مرة لكي يصلوا بها إلى مرتبة الجودة التي ينشدها المعلم .. كان هذا التكرار يثير الملل والتمرد في نفوس بعض التلاميذ ، إلى أن حدث يوما ان ألقى أحدهم بكتاب القراءة على الأرض فتقطعت بعض أوراقه ، ثم تقدم من استاذه وقال له في لهجة يشوبها التحدي : ( أعتقد أنني أجدت قراءة هذه القطعة إجادة تامة ولن اعود إلى تكرار قراءتها مرة أخرى ..ثم هناك شيء آخر أريد أن أقوله لك يا ( استاد ) ..لقد جعلتني أكفر بالعلم والتعليم ..لامعلمين ولا احترام ولا تقدير بعد اليوم ..إنني أشعر بأنك تسحق شخصيتي سحقا ً..) ووقف المعلم يستمع إلى تلميذه المتمرد وفي هدوء بعد أن طلب من باقي زملائه التوقف عن القراءة ، ثم نظر إليهم وقال في لهجة يشوبها التأثر : ( إنني أشعر بأنني فقدت اليوم إبنا لي ، ولكن ما حيلتي إذا كان هذا الإبن يؤمن بوجود عالم من الأبناء دون الآباء !) فبكى التلميذ المتمرد وفجأة تقدم من أستاذه ثم انحنى على يده يقبلها ويغلسها بدموعه قائلا : أستاد ؟!! سامحني الان فقط فهمت مامعنى ان يكون لي أباً !!!) خلاصة الكلام : من منا يستطيع ان يكون سعيد المالكي بالمنزل قبل ان نبحث عن سعيد المالكي بالمدرسة ؟ عيدية مني وقبلة على رأس الاستاذ سعيد المالكي وكل عام وانتم بخير . canyon منتديات وادي نجران