ما يسمى عندنا بالعلماء (مجازاً) وبعض رجال الدين من المنتمين للعقائد المتزمتة التكفيرية ما فتئوا يكفرون كل من لا ينتمي لتلك العقائد، ويدعون عليهم بعد صلواتهم وأدعيتهم بالهلاك والدمار وسبي نسائهم وهتك أعراضهم وابتلائهم بالمحن والأمراض.. إلى آخر قاموس الكراهية الذي لا يبرعون إلا فيه، مع ان «الله محبة»، والدين يدعو إلى الرب بالحكمة والموعظة الحسنة، حتى الذي بينك وبينه عداوة، «فكأنه ولي حميم» صدق الله العظيم. ولكن هذه الحفنة المغالية التي أساءت للإسلام ولا تزال ترى ان العكس هو الصحيح، وتتمسك بظاهر النصوص وتخرجها من سياقها النصي والموضوعي والتاريخي لمجرد خدمة أغراضها الحقودة على كل خلق الله ما عدا القلة من المنتمين لما يعتقدون انه الدين الحق والصواب الآتي من «سلفهم الصالح»! هؤلاء لا يدعون فقط على الكفار، حسب معتقداتهم من «اليهود والمسيحيين والبوذيين»، بل ان شتائمهم ودعواتهم بالهلاك تشمل المنتمين لكثير من المذاهب الإسلامية كالشيعة والاباضية والزيدية، وحتى أهل السنة المتصوفة نالهم من كراهية هؤلاء الكثير الكثير.. طبعاً هذا الحقد والكراهية يشملان العلمانيين والليبراليين والمرأة المحتقرة دائماً في أدبياتهم، ومن ابتلاهم الله بأمراض «المثلية» وما شابه. نحمد الله اخيراً أنه برز لهم من الجانب الآخر صنو ينافسهم بالكراهية والتكفير.. هذا الصنو أو الشبيه ذو اللسان والاتجاه المقذع هو الحاخام اليهودي عوفاديا يوسف زعيم حزب شاس الديني وهو يبلغ من العمر 89 سنة، وينحدر من أصول عراقية، يعني عرقه منا وفينا!... الحاخام الطاعن في السن في عظة ألقاها يوم السبت الماضي بين مريديه بمناسبة عيد رأس السنة العبرية الجديد قال: «فليبتل الرب هؤلاء الفلسطينيين الأشرار الكارهين لليهود بوباء الطاعون ليقضي عليهم جميعاً»، مستخدماً في ذلك عبارات تلمودية ليعبر عن احتقار لأعداء أمته اليهودية (الأسلوب نفسه الذي تنتهجه جماعتنا في الدعاء على هلاك أعداء الأمة!).. وهذه ليست أول مرة يهاجم هذا الحاخام الخرف العرب، ففي مايو 2000 قال: «إن العرب صراصير يجب قتلهم وإبادتهم جميعاً». وفي يوليو 2001 دعا لإبادة العرب بالصواريخ وتمنى محوهم عن وجه البسيطة. وفي أغسطس 2004 اعتبر قتل المسلم كقتل الدود أو الثعبان. وفي نهاية العام الماضي هاجم المسلمين واصفاً إياهم «بالحمقى والأغبياء».. عوفاديا وصف مرة الرئيس الأميركي أوباما بالعبد، وله مواقف مشهودة ضد العلمانيين والمثليين وحقوق المرأة. وزاة الخارجية الأميركية وحتى بنيامين نتانياهو دانا هذه التصريحات العنصرية التي صدرت عن الحاخام عوفاديا رئيس حزب شاس الديني الذي يتبعه مئات الألوف من الأتباع، وله 11 عضواً في الكنيست الإسرائيلي. ونحن نقول: لا بارك الله فيك يا عوفاديا، ولا بارك بأي رجل دين يدعو لهلاك المنتمين لأمم وأديان أخرى في دعاوى الكراهية المنتشرة لدى متزمتي هذه الأرض من دون تحديد. فهؤلاء المتزمتون سواء كانوا في الجزيرة العربية، أو أفغانستان، أو مصر أو الجزائر، أو إسرائيل فهم والمتزمت عوفاديا يوسف وجهان لعملة واحدة أو «وافق شن طبقه»!! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. علي أحمد البغلي الفبس الكويتية