من المؤسف أن نلجأ إلى رصاصة الرحمة ونقوم بحجب بعض الصحف والمواقع الالكترونية الإسلامية من قبل هيئة الاتصالات لمجرد رأي , لأصنف هذا العمل إلا في خانة الأخطاء ألاستراتيجيه والغير مدروسة والتي وقعت بها وزارة الثقافة والإعلام وهذا يجعلنا نتساءل عن الحرية الإعلامية المحدودة التي نتمتع بها , أليس هذا دليلا على ضعفنا لعدم استطاعتنا اختيار الوصفة الطبية المناسبة للعلاج وبالتالي لجأنا إلى مسح السبورة كعادتنا . هناك بعض الآراء للأسف رحبوا في هذا الحجب كونه تيار مضاد يقف في طريقهم أحيانا حتى أكاد اسمع الأهازيج والطبول تقرع في بعض الصحف وكأنه نصرا نتغنى به , وبالمقابل يقف الرأي الآخر بنفس الأسلوب العدائي للآخر, آسف لن أشاطرهم الرأي جميعا , لكن لماذا يتجاهلون أن اختلاف الرأي ظاهرة صحية وسوف يقودنا هذا الاختلاف إلى التقدم والرقي والإبداع , هل نعلم أن مبدأ احترام الرأي هو السبب الرئيس في تقدم الدول الغربية صناعيا وتكنولوجيا على الآخرين بينما نحن مازلنا نضع اختلاف الرأي في خانة الرؤية الأحادية ألضيقه أو العداء الشخصي , بالطبع هذا لا يخدم توجهات الوطن ألاستراتيجيه بل سوف يؤدي بنا إلى القاع , صحيح أن هناك اختلاف لدينا في الاتجاه والآراء سواء في الصحف والمواقع الالكترونية أو حتى القنوات التلفزيونية ولكننا نتفق في خدمة هذا البلد والجميع يجاهد لنصرته كونه المكان الذي لا بديل عنه . ربما تكون الوزارة صائبة في هذا الحجب لأننا لم نجيد التعامل مع هذه ألمساحه المحدودة التي منحت لأقلامنا, إذا لماذا لا نزرع احترام الرأي الآخر لدى أطفالنا ونستحدث مادة تعليمية في مناهجنا الدراسية تحت مسمى الرأي للجميع كي نستطيع إخفاء فشلنا نحن الآباء . في الثمانينات من القرن الماضي قمنا بتشجيع واحتضان اتجاه على حساب الاتجاهات الأخرى وفي النهاية حصدنا نتائج مؤلمه لنا جميعا سواء في الانغلاق أو حتى عدم استطاعتنا مواكبة التقدم العالمي إذا لماذا لا نفسح المجال أمام جميع الاتجاهات بدلا من تهميشها حتى نستطيع الوصول إلى مستوى ألدوله الحضارية التي تعنى بقبول الآخر وهذا بالتأكيد سوف يجعلنا نحاكي القرن الواحد والعشرين بلغته الجديدة التي ترقى بنا كوننا إحدى اكبر الدول التي تساهم في إدارة عجلة ألصناعة ألعالميه ومحط أنظار العالم . في الولاياتالمتحدةالأمريكية وجنوب إفريقيا حاولا العرق الأبيض إقصاء الملونين خاصة السود منهم لأكثر من ثلاثمائة عام ولكن في النهاية وصلوا ناهيك عن محاولات إقصاء ألشيعه طوال العقود الماضية في كل من إيران والعراق واليوم النتيجة بين أيدينا , قد نخدع أنفسنا عندما نقول أننا في مأمن من الأخطار كون الموقع الجغرافي يخدمنا ويحيط بنا إخواننا العرب من كل جانب وتناسينا تاريخنا الذي تكمن الإجابة بين صفحاته وما أحداث التسعينات إلا دليلا واضحا على ذلك , أسف لأخي القومي الذي ربما يفهم غير ذلك ولكنها الحقيقة . ذكر بعض المسئولين أن المجتمع السعودي يتجه نحو الليبرالية , لاعتراض على ذلك ولكن اجزم أننا سوف نرتكب نفس الخطأ السابق في حال قمنا بتشجيع واحتضان اتجاه على حساب الآخر لأننا في هذه ألحاله قد نقود ألامه إلى الغرق خاصة إذا فشل القبطان الوحيد من السيطرة على الدفة وبالتالي سوف يصعب علينا ألعوده إلى الاتجاه الآخر أو بر الأمان . الغريب بالأمر أننا لا نستفيد من أخطاءنا ألسابقه سواء في الاحتضان أو حتى في الإعلام ومنعنا الأخير من الاستثمار في بلده وفي النهاية هاجر إلى دول الجوار , إذا , هل يلجأ أصحاب هذه المواقع للبحث عن وسيلة أخرى أم يهاجر هو الآخر . لأعرف أين سياسة الاحتواء من قبل وزارة الثقافة والإعلام لهذا الاتجاه أو ذاك ولماذا لا توضع القوانين ألملزمه ويفتح الحوار مع أصحاب هذه المواقع وليس بالضرورة تتطابق الأفكار بل الهدف إفساح المجال للرأي الآخر بدلا من تكميم الأفواه وفي حال الخطأ والتجاوز تتم ألمحاسبه بالطرق السليمة وليس بالكي ........تحياتي . سعود الفوزان [email protected]