عندما يعاني أبنائنا الدارسين في الولاياتالمتحدةالأمريكية أول ما نتطلع إليه هو سفارة خادم الحرمين الشريفين خاصة عندما نتلقى خبر الاعتداءات العنصرية والمضايقات الذي يعاني منها ألطلبه والطالبات في هذه الولاية أو تلك وهذا ما نشاهده واضحا أمامنا في بعض الصحف والمواقع الكترونية أو حتى شهود العيان . إذا عدنا إلى الماضي قليلا لوجدنا أن الطالب منا كان يحظى باحترام معظم الأمريكيين ليس بالجامعة فقط وإنما في الشارع أيضا وأتذكر عندما سرقت سيارة احد الأصدقاء في ولاية إنديانا وفي مدينة انديانابلس حيث ذهبنا إلى شرطة المدينة وقابلنا مدير المركز وقتها ورحب بنا وتأسف لسرقة السيارة وذكر لنا أن صديقة يعمل في السعودية وأهداه هدية ثمينة وانه يحترم السعوديين لأنهم أصدقاء للولايات المتحدة حيث قال سوف أتولى أنا شخصيا مهمة إيجاد سيارة صديقكم بنفسي ولكن امنحوني أسبوعا واحدا فقط وفعلا قام بدوره على أكمل وجه وحصلنا على السيارة مع ابتسامة هذا المسئول , أما اليوم فليس هناك احترام للطالب أينما حل والأعظم من هذا إذا شك فيك احد الجيران انك سعودي فتجده على الفور وأول مهمة يقوم بها هو الاتصال بالشرطة لتقوم بواجب الحراسة ( اقصد المراقبة ) . عندما ذكر لي احد الدارسين ونحن نستعرض الأحوال هناك انه في احد الأيام وفي الساعة الثامنة مساء كان في غرفته يستذكر محاضراته وفجأة دخل عليه وفي نفس الغرفة ثلاثة رجال وهم يرفعون في وجهه بطاقات لا يعرف ماهية هذه البطاقات وسألهم كيف استطعتم الدخول والباب مقفل قال احدهم هذا عملنا ولدينا أوامر بتفتيش الشقة وقلت لهم تفضلوا انتم الآن بالداخل وبعدها أغلقوا الباب ورحلوا دون حتى أن يكلف احدهم نفسه بالاعتذار, وأخطرني أيضا أن احد أصدقائه ذكر له أن مجهولون داهموا شقته وهو في الخارج وفتشوا الشقة وصادروا الكمبيوتر الخاص به وبعد التحقق وجدا أنهم مسئولين في الأمن ولم يستطيع استرداده إلا بعد ثلاثة أسابيع ناهيك عن المضايقات في السوبر ماركت والأماكن العامة والمطارات والجامعات والقصص تطول . هل نترك هذه الانتهاكات العنصرية في حق أبنائنا دون حراك يذكر؟؟ حتى أن البعض أوقف دراسته هناك هربا مما يجري أو نقل دراسته إلى بعض الدول الأسيوية مكرها أخاك لا بطل طالما انه لا يشعر بالأمان حيث أصبح الصغير قبل الكبير من الشعب الأمريكي ينظر إلى الطالب السعودي او حتى من يحمل الجنسية السعودية نظرة القادم من بلده لاختطاف طائره واستخدامها كسلاح لضرب إحدى منشئاته الحيوية سواء ذاهبا لطلب العلم أو حتى الذين قادهم القدر للعلاج . إذا كانت هذه الإفرازات نتجت عن أحداث 11 سبتمبر والحرب على الإرهاب متى سوف تنتهي وهل ندفع ثمن من قام بذلك أم نستطيع إعادة الثقة بيننا وبين شعب العم سام في حال تجاهلنا رأي بعض المحللين الذين لا يعولون على أن هذه الثقة سوف تعود إلا بعد مرور عقدين أو ثلاثة , ربما يقول البعض أن هذا الشعب وصفنا بالإرهابيين ويقف مع إسرائيل في جميع المواقف , نعم أوافقك الرأي , لكن لا ننسى أننا نحن من اعتدا عليهم وفتحنا أبوابا كانت مغلقة ولا نصنف الشعب الأمريكي واليهودي في كفه واحدة حتى لو وقف البيت الأبيض مع اللوبي اليهودي والسياسات الإسرائيلية في المنطقة ولكن هذا المتهم وقف معنا قبل وجود هذا الكيان الإسرائيلي بعقود ولا نغفل مصالح أبنائنا الإستراتيجية ونتبع العاطفة وهذا ما ينتظره اقرب الناس ألينا وهم الجيران الذين يتحينون الفرص كي ينقضوا علينا , هذه ليست دعوة لنبذ الجار ولكن هذا ما حدث في التسعينات من القرن الماضي عندما أكل أطفالنا الخبز بمسحوق الزجاج والمظاهرات المؤيدة لأعدائنا في عواصم أقربائنا الذين قلنا أنهم إخواننا او بالأصح الجيران وهم من أكلوا وشربوا من خيرات هذا البلد , ربما أخي القومي العربي و أخي الإسلامي المتشدد لا يشاطرني الرأي وينظر إلى هذا المقال انه دعوة لتلميع الشعب الأمريكي , عذرا أخي , مع الاحترام لرأيك تحت أي اتجاه , ولكن هذا ما ثبت جليا أمامنا على ارض الواقع عندما قال العالم أن العرب والمسلمين أصبحوا ظاهره عالمية للإرهاب آمل أن تتقبل أن هذه ليست دعوه لتغيير المواقف تجاه الشعب الأمريكي ولكنها الحقيقة المرة الذي نعاني منها أنا وأنت على حد سواء والتي كتبت على جبيني وجبينك كلمة الإرهابيين سواء كان انتمائك للإسلام أو للعروبة او الاثنين معا . عندما يصدر تقريرا من منظمة حقوقية أمريكية وتوجه الاتهام لنا تحت أي مسمى يهب العالم بوسائل أعلامه لانتقادنا ولكن عندما يكون الحق معنا لا نسمع ضجيج هذه الطبول , إذا أين دور منظمة حقوق الإنسان لدينا ولماذا لا تقوم بدورها حيال أبنائنا في الخارج إذا صنفنا هذه الانتهاكات بالحقوقية أم ينحصر دورها فقط للانتقادات الداخلية وزواج المسيار ...الخ , ولماذا لا تبادر بالهجوم وتخترق دروع هذه المنظمات وتتعاون معها داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية والمنظمات الحقوقية العالمية الأخرى وكذلك التعاون مع الملحق الثقافي والسفارة في واشنطن لإيجاد حلول ربما تنعكس لصالح أبنائنا ( عذرا لا أريد إخطارها بما يجب أن تقوم به ولكن لا اشك في مقدرتهم على ذلك ) وبالتالي نستطيع إصلاح ما أفسده الدهر في حق أبنائنا , أتمنى أن لا تكتفي بموقف المتفرج بل نحن نعول على هذه المنظمة أن تقوم بدورها على كافة الاتجاهات سواء حقوقية أو حتى إنسانية. يتساءل ولي الأمر أمثالي أين دور الملحق الثقافي السعودي والسفارة عما يجري الآن وهل هناك تعاون بينهما أم كل يغني على ليلاه وهل هناك دور نستطيع فعله أم نترك مستقبل أبنائنا للمجهول تحت أروقة الإصلاح المغلقة . اتفق مع أي ناقد أن هذه هي نتاج 11 سبتمبر والحرب على الإرهاب ولكن لا نجعل أبنائنا ونحن أيضا رهينة لهذه الإحداث ونستسلم ولا نقوم بأي دور فعال كي نعيد للعالم اجمع قدرتنا على الإسهام في دورنا الحقيقي كما يجب ونعيد صورتنا المشرقة كما كانت للجميع ونغلق أبواب جهنم التي فتحت علينا من كل حدب وصوب .....تحياتي . سعود الفوزان [email protected]