تقود «عكاظ» حاليا حملة للكشف عن حملة شهادات عليا غير معترف بها، فقد حصلوا عليها بطرق غير نظامية. والواقع أن «حملة» من هذا النوع تندرج في أفضل الخدمات التي تؤديها الصحافة للأجهزة العامة وأيضا لقطاع المؤسسات الخاصة، وبغض النظر عن القضية التي أثارتها «عكاظ» قبل يومين حول تعيين مدير للتعليم بشهادة دكتوراة غير معترف بها، مما دفع ديوان الخدمة المدنية في المدينةالمنورة إلى الإفادة بما هو جار بصدده في مثل هذه الحالات، فيما يبقى خيار التسريح فصلا من الوظيفة واردا من بين تلك الخيارات..! هنا فقط لا تتوقف القضية عند حدود التعليم فيما يتصل بقيادة «عكاظ» لحملة من نوعه، فهناك العديد من النماذج الواردة بطيه تحاملا على لقب الدال، وهم ينتشرون في أجهزة الدولة، والقطاع الخاص محاباة والتصاقا، وقد باتوا يتبوأون مراكز ويصدرون قرارات بصلاحيات لا يفترض تمكينهم منها.. وللواقع فهذه الحملة تستهدف الكشف عنهم وتطهير مواقع لا يجدرون بها ولا تجدر بهم، ليس بهدف تعريتهم ولا النيل منهم وإنما بهدف الدفاع أيضا عن كفاءات حصلت بجدارة على مؤهلات عالية، وبهدف وضع الجدارة على محك صحيح في وطننا، فيما نرى عيانا أن هؤلاء المتنصبين يسرقون فرصة آخرين حصلوا على شهادات الدكتوراة بجدارة واقتدار. ليس من المعقول أن يكون هناك دكتور حقيقي حصل على الدكتوراة من خلال التحاقة انتظاما بالدراسة في أمريكا أو غير ذلك من الجامعات، ولا يعرف الإنجليزية تحادثا ولا كتابة ولا نقاشا، فكيف حصل على هذه الدكتوراة وكيف كتب رسالته بلغة لا يعرف سوى القليل الدارج منها. يجب على الأجهزة ذات العلاقة كل فيما يخصه رفض هذه النوعية من الدرجات العالية، ما لم يكن الحاصل عليها في مستوى كلمة دكتور، وما لم يكن الخريج لديه وثائق صحيحة من جامعات معترف بها. شخصيا أدرك أن هذه العبارات لا تعجب الكثير، ولكنها في الوقت نفسه تروق لما هو أكثر، وربما تكون مصدر ترحيب ونقاش يؤدي إلى اتخاذ القرار المناسب بالكشف عنهم بما فيه الإفادة للناس وأيضا لنفع هؤلاء الناس بعدم إلحاقهم إضرارا يمس ما يترتب عليه وظائف حصلوا عليها بغير جدارة ولا سند صحيح. لقد أساؤوا كثيرا إلى لقب الدال الذي كنا نراه دالا حقيقيا فيما يدل عليه، ولا عتب لدينا عمن يقف وراء تصدير تلك الشهادات مقابل الرسوم وما يلي الرسوم. يفترض أن يكون الخريج بدرجة عالية على مستوى المؤهل الذي حصل عليه قولا وفعلا وممارسة وإنجازا، وبذلك يجدر به المؤهل ويجدر هو أيضا بما حصل عليه، فذلك هو المواطن الدكتور الذي نرتجي من ورائه نفعا صحيحا بحسب ما اجتهد فيه، ولكل مجتهد نصيب، وأما من حصل على مؤهل عال بطرق التدليس والمحاباة، فلا يمكن للوطن باختلاف أجهزته أن يرتجي من ورائه شيئا ولو حسنت نواياه بالإخلاص محاباة درجة الأفق..!