يتبنى الأميركيون وسائل الإعلام الاجتماعية لجمع التبرعات والأموال للناجين من الزلزال وموجات المد العاتية (تسونامي) التي ضربت اليابان يوم 11 آذار/مارس. إذ إنه لم تمض سوى خمس ساعات على وقوع الزلزال يوم 11 آذار/مارس والذي أحدث موجات تسونامي فتاكة باتجاه شمال اليابان حتى هب العاملون في منظمة الصليب الأحمر الأميركية إلى مكاتبهم استعدادا لتقديم العون والمساعدة. وقالت الرئيسة التنفيذية للشؤون العامة سوزي دي فرانسيس إن العاملين وجدوا أن آلاف الرسائل قد غمرت حسابنا على موقع تويتر، تتساءل عن الكيفية التي يمكنهم بها تقديم المساعدة في جهود الإغاثة لليابان. فقد حرص الناس على التبرع من خلال الرسائل النصية عبر الهاتف. وأوضحت بوني ماكالفين هنتر، رئيسة الفرع الأميركي لمنظمة الصليب الأحمر، أن أكثر من 4 ملايين مواطن أميركي قدموا تبرعات حتى الآن للصليب الأحمر الأميركي بعشرة دولارات للفرد الواحد من خلال الرسائل النصية عبر الهاتف، وقد بلغ إجمالي التبرعات التي قدمت بهذه الوسيلة 120.5 مليون دولار. وأعلنت رئيسة الصليب الأحمر الأميركي يوم 29 آذار/مارس أن الفرع الأميركي للمنظمة سيمنح مبلغا إضافيا قدره 50 مليون دولار لليابان، وبذلك سيصل المبلغ الذي قد تم تقديمه حتى الآن إلى 60 مليون دولار. وقالت ماكالفين هنتر حين نستلم بقية مبلغ ال120.5 مليون دولار الذي تبرع به الأميركيون، فإن الصليب الأحمر الأمريكي سيقوم بإرسال المزيد من الأموال لجهود الإغاثة. وتقوم العديد من الشركات الكبيرة الآن بتوفير مساحات على مواقعها على الإنترنت لمساعدة موظفيها وعملائها على تقديم التبرعات لمساعدة الشعب الياباني. وقد نجحت بعض الشركات في تحصيل تبرعات بنفس القيمة التي تعهدت بها تماما. وقالت ماكالفين هنتر إن الجزء الأكبر من الأموال التي تبرع بها الأفراد والشركات الأميركية إلى الصليب الأحمر الأميركي سيتم توجيهه إلى الصليب الأحمر الياباني الذي يقدم الإغاثة في حالات الطوارئ ويوفر الرعاية الطبية والمشورة النفسية للناجين في مراكز الإجلاء والمستشفيات والعيادات المتنقلة. وأضافت قائلة "إن منظمة الصليب الأحمر الأميركية التي تعد فرعا لأكبر منظمة في العالم للعمل الإنساني، حريصة على دعم نظرائنا في منظمة الصليب الأحمر اليابانية والتي يعمل موظفوها والمتطوعون بها بلا كلل من أجل تلبية الحاجات الهائلة لافراد الشعب الياباني." كما سيتلقى برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة 500 ألف دولار من الأموال التي يتم التبرع بها لتسليم وتخزين مواد الإغاثة. الأميركيون يواصلون التبرع بالأموال مازال عطاء الأميركيين يتواصل بوتيرة مطردة حتى بعد ثلاثة أسابيع تقريبا من وقوع واحد من أكثر الزلازل تدميرا في التاريخ. بعض التبرعات صغيرة لا تتجاوز بضعة سنتات يرسلها تلاميذ المدارس، ولكن معظم التبرعات تتراوح ما بين عشرة دولارات ومئة دولار. وقالت ماكالفين هنتر إن عدة تبرعات وصلت إلى مليون دولار، ووصفت استجابة الأميركيين للكارثة بأنها "رائعة للغاية." وفي مقر السفارة اليابانية بواشنطن العاصمة قالت ماكالفين هنتر لسفير اليابان لدى الولاياتالمتحدة، إتشيرو فوجيساكي، "لم ينس الشعب الأميركي ومنظمة الصليب الأحمر الأميركية كرم الشعب الياباني عندما عانينا خسارة فادحة بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر وكذلك بعد إعصار كاترينا. إن إجمالي ما أرسله الصليب الأحمر الياباني بعد هذين الحدثين حوالي 30 مليون دولار. وأضافت ماكالفين هنتر قائلة "إنه لأمر رائع أن نرى استجابة لما حدث من كل أطياف المجتمع الأميركي. فأنت لا تقف وحدك خلال هذه الأوقات العصيبة" وعبّر فوجيساكي عن "خالص امتنانه" للتبرعات. وقال إنه تم تأكيد مصرع 11 ألف شخص حتى الآن في اليابان نتيجة للزلزال، كما أن هناك 17 ألف شخص في عداد المفقودين، وهذه الأعداد تتصاعد كل يوم. ثم أردف قائلا وبالإضافة إلى ذلك، فإن أفراد الشعب الياباني يتعاملون الآن أيضا مع الآثار الناجمة عن عدم الاستقرار الحاصل في مفاعل فوكوشيما دايتشي النووي. وخلص سفير اليابان لدى الولاياتالمتحدة إلى القول "إننا نقدر هذه الصداقة وهذا التضامن مع الشعب الأميركي". موقع أميركا دوت غوف