احتفل الليبيون أمس رسمياً ب ''يوم تحرير ليبيا بالكامل''، في مهرجان مركزي جرى تنظيمه في مدينة بنغازي الواقعة شرقي البلاد، التي كانت أوَّل مدينة ليبية تعلن انعتاقها من نظام العقيد معمر القذافي الذي قُتل يوم الخميس الماضي. وتعهد رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل باحترام الشريعة الإسلامية مصدراً أساسياً للتشريع في ليبيا. وقال عبد الجليل في كلمة له خلال الاحتفال بإعلان تحرير ليبيا بعد 42 عاماً من حكم معمر القذافي اليوم أن أي قانون يعارض المبادئ الإسلامية للشريعة الإسلامية معطل قانوناً. وأعرب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي عن تعازيه للشعب السعودي في وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز. فيما أكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي أن ''هذه الثورة بدأت سلمية وللمطالبة بالحد الأدنى من الحقوق المشروعة ولكنها ووجهت بعنف وعنف مفرط فسخر الله من ينصرنا من مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومؤتمر التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة التي أخذت قرارها الشهير 1973 بحماية المدنيين في ليبيا''. وأضاف: ''هذا القرار الذي اشرف عليه ونفذه الحلف الأطلسي بكفاءة ومهنية راقية وعاونه الكثير من الأصدقاء والأشقاء حتى تحقق لليبيين مبتغاهم ونصرهم''. وتابع: ''نحن كدولة إسلامية اتخذنا الشريعة الإسلامية المصدر الأساسي للتشريع ومن ثم فإن أي قانون يعارض المبادئ الإسلامية للشريعة الإسلامية هو معطل قانونا (...) وأضرب مثلاً هو قانون الزواج والطلاق الذي حد من تعدد الزوجات، هذا القانون مخالف للشريعة الإسلامية وموقوف''. وقال: ''هناك نية صادقة لتقنين كل القوانين المصرفية ونحن نسعى إلى تكوين مصارف إسلامية بعيدة عن الربا مع محاولة إلغاء كل الفوائد مستقبلا وفقا للتقليد الإسلامي''. وتعانق مقاتلون أمام الإعلام والتقطوا صورا مكرمين من سقط في ساحة المعركة من رفاقهم ''الشهداء'' فيما انتشرت قوات من الشرطة لضمان الأمن. وقال المجلس الانتقالي إن أكثر من 30 ألف قتيل سقطوا خلال هذه الانتفاضة التي دامت ثمانية أشهر. ورحبت باريس ''بشجاعة ووحدة وكرامة'' الشعب الليبي، بينما تحدثت لندن عن ''انتصار تاريخي للشعب الليبي'' وقال أندرس فوغ راسموسن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي إن عمليات الحلف ستنتهي في 31 تشرين الأول (أكتوبر)، معتبرا أن شجاعة وعزم الليبيين ''ألهما العالم''. وتحدث الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن ''عصر جديد'' في ليبيا داعيا إلى ''المصالحة الوطنية''. وكان المجلس الوطني الانتقالي قد أعلن من بنغازي (شرق) في 17 آب (أغسطس) ''وثيقة دستورية'' تنص على تسليم السلطة إلى مجلس منتخب خلال مهلة لا تتجاوز ثمانية أشهر، وتبني دستورا جديدا. وأعلن المجلس الوطني الانتقالي أنه ينوي إدارة ليبيا حتى انتخاب المجلس التأسيسي الذي يضم 200 عضو خلال ثمانية أشهر، وذلك قبل إجراء انتخابات عامة في غضون 20 شهرا. لكن تشكيل الحكومة قد يصبح أمرا معقدا بسبب الصراع على السلطة بين الليبراليين والإسلاميين، والتوتر بين المناطق، والعداوات القبلية، والطموحات الشخصية من أجل السيطرة على موارد النفط.