أثار الاعلان عن مقتل العقيد الليبي معمر القذافيردود فعل لدى الأوروبيين تجسدت في التعبير عن السعادة والبهجة وتأكيد أن ليبيا حرة بمقتل القذافي الذي استمر في حكم بلاده أكثر من 42 عاما والذي طويت صفحته للابد. ويبدو أن القذافي الذي عاش طيلة حياته مثيرا للجدل والغرابة بآرائه الغريبة لم يثر استعطاف أحد على الساحة السياسية الدولية الذين طالما هاجمهم وتهكم عليهم.فقد قال مسئول بريطاني رفيع المستوى، في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي)، '' إن المصير الذي لقيه القذافي يدفع خطوة للأمام في طريق السلام والحرية في المنطقة بكاملها''. وقال نائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليج ''أعتقد أن إعلان السلطات الجديدة (الانتقالية) في ليبيا عن ذلك يعني أن المهمة في ليبيا قد انتهت وأن ليبيا حرة الآن وأمامها الوقت الكافي كي تبدأ عصرا جديدا من أجل التغيير ومعها كل الدعم من المجتمع الدولي''. ولم يختلف الموقف الأوروبي عن ذلك كثيرا ، ففي أول رد فعل على إعلان مصرع القذافي ، دعا الاتحاد الأوروبي، قادة المجلس الوطني الانتقالي إلى التعجيل بتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال رئيس المجلس الأوربي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الاوروبية خوسيه مانويل باروسو إن هناك حاجة للحوار بين كافة طوائف المجتمع الليبي حتى يتحقق التحول السلمي نحو الديمقراطية. وأضاف المسئولان الأوروبيان في بيان مشترك أن مقتل القذافي يؤذن بنهاية حقبة من الطغيان والقهر عانى فيها الشعب الليبي لوقت طويل. وأعلن جيرزي بوزيك رئيس البرلمان الأوروبي أنه سيزور ليبيا الأسبوع القادم ، مشيرا إلى أنه سعيد لأنه سيزور بلدا تحرر بكامله من الديكتاتور الذي أحكم قبضته الحديدية على شعبه لأكثر من 40 عاما ، وقد اصبح بوسع ليبيا الآن أن تطوي تلك الصفحة.
وفي روما ، اكد رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني ان ''الحرب انتهت''. كما رحب وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ب''نهاية 42 عاما من الطغيان في ليبيا''، وتابع ''فرنسا فخورة بمساعدتها للشعب الليبي''. وأضاف جوبيه في تصريحات للصحفيين في نيودلهي حيث يقوم بزيارة للهند إن ''إعلان مقتل القذافي وسقوط سرت يشكلان نهاية مرحلة بالغة الصعوبة بالنسبة للشعب الليبي''. وفي واشنطن قال السناتور الجمهوري جون ماكين إن مقتل القذافي يعني نجاح المرحلة الأولى من الثورة الليبية، وقال ''إنه حتى مع استمرار القتال في بعض الجيوب هنا وهناك إلا أن الشعب الليبي تمكن من تحرير بلاده ، وأصبح بوسعه الآن أن يركز جهوده في دعم وحدته الوطنية وإعادة إعمار بلاده وحماية المكتسبات التي حققها''. وأعرب ماكين عن اعتقاده بأن على الولاياتالمتحدة وحلفائها الغربيين والدول العربية تعزيز اوجه التعاون مع الشعب الليبي وزيادة الدعم المقدم له وهو يسعى لإنجاح المرحلة القادمة من ثورته كما نجح في المرحلة الأولى. وأكدت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل ان ليبيا اصبحت الان حرة للشروع في بداية جديدة والقيام بإصلاحات ديمقراطية سلمية بعد مصرع القذافي. وقالت ميركل في بيان '' إن هذا ينهي حربا دموية شنها القذافي ضد شعبه. وأن الطريق الان أصبح ممهدا لبداية سياسية جديدة وبسلام''، مشيرة إلى أن ''ألمانيا تشعر بارتياح وسعادة غامرة بهذا الشأن.'' وتابعت ان ليبيا يجب أن تقوم الان بإصلاحات سياسية ''لضمان عدم ضياع انجازات الربيع العربي.''