تحاصر قوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي مدينة سرت، أمس، مسقط رأس الزعيم المخلوع معمر القذافي، التي تتعرض منذ ثلاثة ايام لغارات حلف شمال الاطلسي، فيما دعا الشيخ علي الصلابي، احد القادة الاسلاميين النافذين في ليبيا، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى «احترام خيارات الليبيين» في تحديد شخصية رئيس الحكومة المقبلة، بينما قال المتحدث باسم معمر القذافي، موسى ابراهيم، إن الزعيم المخلوع واسرته لم يستغلوا ثروة ليبيا النفطية، وانهم كانوا من افقر المواطنين، ونفت مصر وصول أسرة القذافي قادمة من الجزائر. وتفصيلاً، يضيّق مقاتلو المجلس الانتقالي الخناق على المدينة التي تقع على بعد 360 كلم الى شرق طرابلس، ويحاصرون فيها انصار القذافي من شرقها وغربها. وتحدث المدنيون الذين فروا من المدينة التي تضم 70 الف نسمة عن ظروف حياة شاقة للذين مكثوا فيها. وقال مفتاح محمد وهو وكيل اسماك غادر المدينة مع 60 شخصاً من عائلته واقاربه وجيرانه في موكب من سبع سيارات ان «الوضع في المدينة صعب جدا». واضاف «لم يعد هناك غذاء ومياه ونفط وكهرباء ولم يعد لدى الاطفال حليب. هذا الوضع على ما هو منذ شهرين فيما يمنع انصار القذافي السكان من المغادرة». وأفاد ان «مجموعات من المرتزقة الافارقة وعلى الاخص من تشاد يسيطرون على وسط المدينة ويتمركزون على السطوح لمنع الناس من المغادرة». وتبث اذاعة موالية للقذافي في سرت رسائل دعائية لتعبئة ما تبقى من انصاره، بحسب سكان. وتقول الرسائل «يجب الموت من اجل الدفاع عن الدين والوطن والقذافي». وأعلن الحلف الاطلسي، أمس، ان طائراته قصفت مركز قيادة ومراقبة ومخازن ذخيرة ورادارا وقاذفات صواريخ في سرت. على الجبهة الغربية، لم تقع معارك صباح أمس بحسب القادة الميدانيين، فيما رصدت مواجهات شرقاً في الصباح عند دخول قافلة من 150 مقاتلا تابعا للمجلس الوطني الانتقالي الى المدينة. وفي بني وليد، يتمركز المقاتلون على مدخل المدينة ولا يزالون يتعرضون لاطلاق صواريخ قوات القذافي. وقال رمضان خالد احد مقاتلي النظام الليبي الجديد «ضقنا ذرعا بالانتظار. نحن واثقون من قدرتنا على السيطرة على بني وليد»، حيث يؤكد ورفاقه انهم يريدون بدء الهجوم على معقل انصار القذافي غداة الهجوم على سرت. وأوضح خالد الذي يبلغ من العمر 23 عاما، وهو يحتمي بحائط من القرميد اول من أمس «نحن هنا منذ 20 يوما. نريد دخول بني وليد مثل المقاتلين الآخرين الذين بدأوا يسيطرون على سرت». من جانبه، قال الصلابي لوكالة «فرانس برس» من مقر إقامته في قطر «بقدر ما نحن ممتنون لدور فرنسا المساند لثورتنا، الا اننا نتمنى من ساركوزي الا ينحاز الى شخص على حساب الآخر في ليبيا وان يحترم خيارات الليبيين».وأضاف «نطالبه بالا يغلب كفة شخصية ليبية على اخرى لمجرد ان هذه الشخصية قدمت نفسها على انها ليبرالية».وكان الصلابي هاجم بشدة في وقت سابق الرجل الثاني في المجلس الانتقالي واحد قادة التيار الليبرالي محمود جبريل، واتهمه بالعمل على بناء اسس دولة «استبدادية» وب «سرقة الثورة». في المقابل، قال موسى ابراهيم متحدثا ل«رويترز» عبر الهاتف من مكان مجهول انه لم يتمكن احد من اثبات ان القذافي واسرته يمتلكون اصولا او حسابات. وقال إن هذا دليل اكثر على امانة وشفافية هذه الاسرة وانها اسرة ليبية عادية. يأتي ذلك بعد أن قالت لمغنية نيللي فرتادو أنها حصلت على مليون دولار مقابل الغناء لمدة 45 دقيقة في حفل خاص لافراد اسرة القذافي في ايطاليا فيما تم الاتفاق مع ماريا كاري وبيونسي نولز للغناء في مناسبات عائلية اخرى. ودعا رئيس زيمبابوي روبرت موغابي المجلس الانتقالي ورئيسه، أول من أمس، إلى التفاوض مع القذافي كشرط مسبق للاعتراف به. وهدد أنه هو وقادة أفارقة لن يعترفوا بالمجلس إلا بعد إجراء حوار مع القذافي. في سياق آخر، نفت مصادر أمنية بمطار القاهرة، أمس، ما رددته وسائل الإعلام الجزائرية بسفر ثمانية من أسرة أو عائلة القذافي إلى مصر للإقامة فيها. وقالت المصادر «لا صحة إطلاقا لما رددته وسائل الإعلام الجزائرية حيث لم يستقبل المطار أياً من عائلة أو أسرة القذافي سواء من الجزائر أو غيرها منذ بدء الثورة الليبية وحتى اليوم، حيث توجد تعليمات مشددة لدى شركات الطيران بضرورة حصول الليبيين القادمين على تأشيرات دخول وموافقة أمنية مسبقة لكل الليبيين من السفارات المصرية بالخارج».