مسودة قرار لمجلس الامن الدولي يدين سوريا بخصوص القمع الدموي للمحتجين وقامت بتوزيع نص معدل اثناء اجتماع للمجلس يوم الاثنين. وعقب الاجتماع المغلق الذي استمر ساعة قال دبلوماسيون انه بعد مأزق استمر اشهرا بشأن سوريا في المجلس فان احداث العنف الجديدة يبدو انها تدفع اعضاء المجلس المنقسمين نحو شكل ما لرد الفعل. لكن مبعوثين اختلفوا بشأن هل ينبغي ان يتبنى المجلس المؤلف من 15 دولة مشروع القرار الذي يسانده الغرب او يتفاوض على بيان أقل الزاما. وطلبت ألمانيا عقد الاجتماع بعد أن قالت جماعات لحقوق الانسان ان القوات السورية قتلت 80 شخصا يوم الاحد أثناء اجتياحها مدينة حماة لسحق الاحتجاجات التي تشهدها المدينة في اطار الانتفاضة المناهضة للرئيس بشار الاسد والتي مضى عليها خمسة أشهر. وقال سكان ان الحملة العسكرية في حماة استمرت يوم الاثنين. وحتى الان فان مجلس الامن عاجز عن القيام بأي تحرك عملي بشأن سوريا -حيث تقول جماعات حقوقية ان اكثر من 1600 شخص قتلوا منذ بدء الانتفاضة- بسبب الخلافات بين أعضائه. ووزعت دول غرب أوروبا مشروع قرار قبل شهرين لكنه تعثر بعد ان هددت روسيا والصين -وكلتاهما حليفة لدمشق- بالاعتراض عليه بحق النقض اذا طرح للتصويت. ومن بين الاعضاء العشرة غير الدائمين في المجلس قالت البرازيل والهند ولبنان وجنوب أفريقيا انها لا تؤيد مشروع القرار أيضا. ويقول منتقدون للمشروع انهم يخشون ان أصدر المجلس حتى ولو ادانة بسيطة أن يكون ذلك الخطوة الاولى نحو تدخل عسكري غربي في سوريا كما حدث في ليبيا في مارس اذار. ووصفت السفيرة الامريكية سوزان رايس ذلك بانه "اشاعة كاذبة" وقالت ان القرار لا يدعو الي شيء كهذا. وقال دبلوماسيون انه بعد ان قدم اوسكار فرنانديز تارانكو نائب رئيس القسم السياسي بالمنظمة الدولية تقريرا الي المجلس تحدث ممثلو جميع الدول الخمس عشرة الاعضاء لكن المجلس لم يتخذ اجراء فوريا وقرر تأجيل المناقشة حتى اليوم الثلاثاء. وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين "أرى أرضية جيدة للتوصل لاتفاق بين اعضاء المجلس على رد فعل ايجابي من مجلس الامن." واشار الي ان هذا قد يحدث "ربما غدا (الثلاثاء)." ولكن تشوركين قال انه يعتقد ان اصدار قرار هو شيء "مفرط بعض الشيء" وان بيانا رسميا من رئيس المجلس يدعو الي نهاية للعنف لكن مع الحث على حل سياسي سيكون "مرضيا". وفي وقت سابق قال مارك لايول سفير بريطانيا لدى الاممالمتحدة ان الاجواء رمبا انها تتغير في اعثاب احداث العنف الجديدة في حماة. واضاف قائلا "اعتقد أن ثمة مؤشرات الى أن المواقف تغيرت" مشيرا الى أن روسيا أصدرت بيانا لادانة أحدث أعمال العنف في سوريا. وقال دبلوماسيون ان المسودة المعدلة شأنها شأن سابقتها لا تدعو الى فرض عقوبات على سوريا ولا لاحالة زعماء سوريين الى المحكمة الجنائية الدولية وهي مطالب دعت اليها يوم الاثنين منظمة العفو لدولية المعنية بحقوق الانسان. ووصف باسو سانجكو سفير جنوب أفريقيا الاحداث الاخيرة في سوريا بأنها "مروعة" لكنه قال للصحفيين أنه لا يستطيع تحديد موقف بلاده من المسودة الجديدة قبل أن يطلع عليها. وأشار سانجكو الى أن جنوب أفريقيا والبرازيل والهند تعتزم ارسال مبعوثين على مستوى نائب وزير في بعثة مشتركة الى دمشق في المستقبل القريب للتعبير عن القلق من الوضع للمسؤولين السوريين. وكان دبلوماسيون غربيون ينظرون الى تلك الخطوة حتى الان على أنها بديل لمسودة القرار.