صنعاء (ا ف ب) - دعا مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشرق الاوسط جيفري فيلتمان الخميس من صنعاء الى "انتقال فوري وسلمي" للسلطة في اليمن الى نائب الرئيس اليمني، وذلك في ظل استمرار غياب الرئيس علي عبدالله صالح عن البلاد للعلاج. وقال فيلتمان خلال لقاء مع الصحافيين في السفارة الاميركية في صنعاء "نرى ان انتقالا فوريا سلميا ومنظما للسلطة يصب في مصلحة الشعب اليمني وندعو جميع الاطراف الى الدخول في الحوار". وذكر فيلتمان انه اثار هذا الموضوع مع نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الذي يمارس بموجب الدستور صلاحيات الرئيس في غيابه، وكذلك مع ممثلي المعارضة البرلمانية وممثلين عن الشباب المحتجين اضافة الى عدد من رجال الاعمال وشخصيات من المجتمع المدني. واكدت المعارضة اليمنية بدورها الخميس ان فيلتمان اكد للاطراف في اليمن دعم واشنطن لاستلام نائب الرئيس فورا للحكم في اليمن ومن ثم متابعة بنود المبادرة الخليجية. وقال المتحدث الرسمي باسم المعارضة محمد قحطان ان فيلتمان اكد خلال اجتماعه مع المعارضة ان الاميركيين "يؤيدون نقل السلطة للنائب فورا وفقا للمبادرة الخليجية، اي انه يتولى الرئاسة المؤقتة ثم يتم الشروع في تشكيل حكومة وحدة وطنية". واكد ان المعارضة "متفقة تماما مع هذه الرؤية". لكن حول تفاؤل المعارضة بالنسبة لتحقيق ذلك، قال قحطان ان "نائب الرئيس تعترضه صعوبات وعقبات" مشيرا الى ان "كل قطاعات المجتمع تدعم نائب الرئيس ... باستثناء ابناء الرئيس الذين يتمسكون بوراثة السلطة ولو انهم لا يقولون ذلك علنا". وكانت مصادر سياسية اكدت لوكالة فرانس برس ان فيلتمان التقى ايضا باحمد صالح نجل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي تتهمه المعارضة بانه الرئيس الفعلي للبلاد حاليا وهو يعرقل نقل السلطة. وقال قحطان "سمعنا عن هذا اللقاء ... ليس هناك صفة دستورية لاحمد، ولكن هذا اللقاء يظهر ان ثورتنا ضرورية لان اليمن كان سيتحول الى ملكية". وعن عودة الرئيس صالح المفترضة التي تخضع لسيل من التكهنات والمعلومات المتضاربة، قال قحطان "المسالة لا تطرح بالنسبة لنا". واضاف ان صالح "ان عاد مواطنا عاديا فاهلا وسهلا ولكن ما نرفضه ان يعود رئيسا وهذا ما يرفضه الشعب اليمني". وحول المعلومات التي يدلي بها مسؤولون حكوميون حول عودة وشيكة لصالح الذي يتلقى العلاج في السعودية بعد اصابته بهجوم في الثالث من حزيران/يونيو، قال قحطان "لسنا معنيين بكل هذا الكلام". ونقل الرئيس اليمني الى الرياض في الرابع من حزيران/يونيو غداة اصابته في هجوم استهدفه في مسجد القصر الرئاسي، وهو متوار عن الانظار منذ ذلك التاريخ. وتاتي التصريحات الاميركية فيما يتابع الشباب المحتجون الضغوط على نائب الرئيس من اجل تشكيل مجلس انتقالي وطي صفحة صالح. من جهته، اكد دبلوماسي غربي الخميس ان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح استهدف بعبوة ناسفة زرعت داخل المسجد الرئاسي وليس بقذيفة من الخارج كما انه تم تفكيك عدة عبوات لم تنفجر. وكانت السلطات اليمنية اعلنت ان قذيفة استهدفت صالح في مسجد القصر الرئاسي خلال صلاة الجمعة في الثالث من حزيران/يونيو ما اسفر عن اصابته مع عدد من كبار المسؤولين. واكد الدبلوماسي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان العبوة انفجرت داخل المسجد "وتم اكتشاف وتفكيك عدة عبوات لم تنفجر". وذكر مصدر امني يمني لوكالة فرانس برس انه بالفعل تم العثور على ست عبوات اخرى خمس منها داخل المسجد وسادسة في الخارج. وتتضارب المعلومات حول الوضع الصحي للرئيس اليمني بالرغم من تاكيدات رسمية بعودته قريبا. وقال نائب وزير الاعلام اليمن عبدو الجندي الثلاثاء لوكالة فرانس برس ردا على سؤال حول معلومات عن عودة وشيكة لصالح "ليس لدينا تاكيد حتى الآن عن الموعد (...) لكن نقول في الايام القليلة القادمة". وكان مصدر سعودي اكد لوكالة فرانس برس الاسبوع الماضي ان صالح "لن يعود الى اليمن". من جهته، كشف مصدر يمني في الرياض لوكالة فرانس برس الثلاثاء ان "حالة الرئيس صالح لا تزال كما هي ولم يطرأ اي تحسن عليها". وتوقع المصدر اليمني عدم عودة الرئيس صالح الى اليمن قريبا بسبب وضعه الصحي كما اشار الى ان الوضع الصحي لرئيس الوزراء علي مجور ورئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني اللذين يتلقيان العلاج في الرياض "لا يزال سيئا جدا".