عقدت في الرياض ندوة بعنوان "حركة التنوير في الوطن العربي وإخفاق النهضة" , ضمن النشاط الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته ال 28 وذلك بقاعة مكارم بفندق ماريوت. وشارك في الندوة التي أدارها الكاتب عبدالله الشهيل كل من الدكتور سعيد السريحى والدكتور يوسف مكي من المملكة والدكتور على حرب من لبنان. وتحدث الدكتور السريحى في بداية الندوة عن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله عاداً أياها أنموذجا لحركات التنوير في الوطن العربي وخاصة في الجزيرة العربية عند ربطها بالسياقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية السائدة في ذلك الوقت . وقال " إن تحول حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في سياقها الدعوى إلى السياسي أثرت مبادئ الدعوة إلى أن تكون أيدلوجية سياسية ونموذج إصلاح شامل لكل مناحي الحياة في المجتمع المتحضر " مؤكداً أنها أصبحت حراكا سياسيا على مستوى الوطن الواسع . بعد ذلك تحدث الدكتور يوسف مكي عن النهضة في أوروبا وكيف ارتبط ذلك بالاكتشاف والصناعة بينما في الوطن العربي ارتبط ذلك بهجرة العقول العربية إلى ذلك العالم الجاذب لها . وأكد أنه لايمكن أن يكون هناك مشروع نهضوى بدون التحليق بجناحي العدالة والحرية, مستعرضا ما تعرضت له الأوطان العربية من معوقات للنهضة والتطور. من جانبه , استشهد الدكتور علي حرب من لبنان بنصوص أدبية للمشكلات العربية تنطبق على الواقع العربي . واستعرض الواقع العربي النهضوى وقارنه بدول أقل منه إمكانيات وكيف نجحت تلك الدول رغم محدودية قدراتها. وتحدث عن الواقع اللبناني وما يمر به من ظروف وتناقضات تحد من أي مشروع نهضوى في هذا البلد العربي الذي ورث الديمقراطية وكانت ناشئة تحتاج إلى تطوير. عقب ذلك أعرب عدد من الحضور عن أملهم في تصحيح الواقع الحالي في الوطن العربي والاستفادة من دروس الماضي , متطرقين إلى الأوضاع في الوطن العربي وما تمر به من مخاض لم تتضح معالم الكثير منه في بعض البلدان العربية.