تواصلت فعاليات ندوة «حركات الإسلام السياسي .. الثابت والمتحول في الرؤية والخطاب» بعقد جلستها الثانية مساء اليوم في قاعة مكارم بفندق الماريوت في الرياض ضمن النشاط الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الثامنة والعشرين. بدأت الندوة بكلمة لمديرها الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للثقافة والعلوم قدم فيها المحاضرون سيرهم العلمية والعملية. إثر ذلك قدم رئيس الاتحاد العالمي لحوار الأديان والثقافات الدكتور علي السمان ورقة عمل تحدث فيها عن الحركات الإسلامية والأحزاب الإسلامية في العالم العربي، مسلطاً الضوء على أسباب ظهور تلك الحركات السياسية المختلفة، بعدها قدم سيد مهاجراني من جمهورية إيران الإسلامية ورقة عمل سلط فيها الضوء على الثابت والمتحول في الرؤية والخطاب بالنسبة للحركات السياسية الإسلامية، لافتا النظر إلى أن الواقع المعيشي يفرض الشريعة والعقلانية في السياسية. عقب ذلك قدم المفكر المصري ضياء رشوان ورقة عمل قسم فيها الحركات السياسية الإسلامية إلى نوعين، أولهما الحركات السياسية الاجتماعية، وثانيهما: الحركات السياسية الدينية ، موردًا الجوانب التي تميز كل نوع من تلك الحركات وأسباب قوتها أو ضعفها ، مستعرضاً أبرز الحركات الإسلامية في العالم الإسلامي. إثر ذلك قدم الدكتور رشيد الخيون من العراق ورقة عمل أشار فيها إلى أن المزج بين السياسة والدين ليس جديدًا ، مشيرًا إلى أن المتغير في الحركات الإسلامية في الوقت الحاضر محاولة تفهم الواقع الحالي . ثم قدم المفكر الإيراني علي نورزادة ورقة عمل تحدث فيها عن التحولات التي طرأت على الحركات الإسلامية السياسية، مؤكدًا إن الإسلام هو الطاعة لرب العالمين ولرسوله الكريم (صلى الله عليه وسلم) الذي ينص على التسامح ونبذ العنف. عقب ذلك ألقى الأستاذ في القانون الدولي فرانسيس لاماند ورقة عمل استعرض فيها تجربته في تأسيس جمعية «الإسلام والغرب» وهي جمعية غير حكومية قبل 30 عاما، مؤكدًا إن القيم الأساسية للإسلام هي الملاذ الآمن للجميع، وقدم المفكر الإماراتي الدكتور سعيد حارب ورقة عمل أشار فيها إلى أن الحركات السياسية ليست حديثة وليست مقتصرة على طائفة معينة وليست حكرًا على المسلمين وحدهم، بل ظهرت في غير الإسلام وفي مجتمعات غربية، مشيرا إلى أن تحولات كبرى ظهرت ضمن منظومة هذه الحركات وموقفها من المشاركة السياسية التي أفضت إلى دخول تلك الحركات مضمار السياسة. ..ويناقشون «حركة التنوير في الوطن العربي وإخفاق النهضة» هذا وقد شهدت الرياض ظهر امس ندوة بعنوان «حركة التنوير في الوطن العربي وإخفاق النهضة», ضمن النشاط الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة وذلك بقاعة مكارم بفندق ماريوت. شارك في الندوة التي أدارها الكاتب عبدالله الشهيل كل من الدكتور سعيد السريحي والدكتور يوسف مكي من المملكة والدكتور على حرب من لبنان. وتحدث الدكتور السريحي في بداية الندوة عن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله عاداً إياها أنموذجا لحركات التنوير في الوطن العربي وخاصة في الجزيرة العربية عند ربطها بالسياقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية السائدة في ذلك الوقت. وقال «إن تحول حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في سياقها الدعوي إلى السياسي أثرت مبادئ الدعوة إلى أن تكون أيدلوجية سياسية ونموذج إصلاح شامل لكل مناحي الحياة في المجتمع المتحضر» مؤكداً أنها أصبحت حراكا سياسيا على مستوى الوطن الواسع. بعد ذلك تحدث الدكتور يوسف مكي عن النهضة في أوروبا وكيف ارتبط ذلك بالاكتشاف والصناعة بينما في الوطن العربي ارتبط ذلك بهجرة العقول العربية إلى ذلك العالم الجاذب لها. وأكد أنه لايمكن أن يكون هناك مشروعا نهضويا بدون التحليق بجناحي العدالة والحرية, مستعرضا ما تعرضت له الأوطان العربية من معوقات للنهضة والتطور. من جانبه, استشهد الدكتور علي حرب من لبنان بنصوص أدبية للمشكلات العربية تنطبق على الواقع العربي. واستعرض الواقع العربي النهضوي وقارنه بدول أقل منه إمكانيات وكيف نجحت تلك الدول رغم محدودية قدراتها. وتحدث عن الواقع اللبناني وما يمر به من ظروف وتناقضات تحد من أي مشروع نهضوي في هذا البلد العربي الذي ورث الديمقراطية وكانت ناشئة تحتاج إلى تطوير. عقب ذلك أعرب عدد من الحضور عن أملهم في تصحيح الواقع الحالي في الوطن العربي والاستفادة من دروس الماضي , متطرقين إلى الأوضاع في الوطن العربي وما تمر به من مخاض لم تتضح معالم الكثير منه في بعض البلدان العربية.