أنعشت الآمال قلوب أكثر من 7 مليارات مواطن في جميع دول العالم، بعد ظهور عدة لقاحات كورونا المستجد «كوفيد 19»، يعتقد أنها تساهم بقوة في خلاص البشرية من الوباء القاتل، لكن أثارت دراسة حديثة القلق بشأن طفرة جديدة لفيروس كورونا، تهدد فعالية اللقاح. وقال باحثون أمريكيون بجامعة كاليفورنيا، إنه هناك متغير جديد يدعى «501Y.V2»، ظهرت فيه عدة طفرات، فهو قادر على إصابة الأفراد الذين طوّروا أجساما مضادة بعد إصابتهم الأولى. شرح الباحثون، أن التحور أو الطفرة التي حدثت في فيروس كورونا التاجي، قد تساهم في توليد سلالة جديدة لا تتأثر بالمناعة المتولدة في الموجة الأولى أو الأجسام المضادة التي تنتجها اللقاحات. ونظرا لظهور العديد من المتغيرات، فإن السلالة الجديدة تميل للهروب من تحييد الأجسام المضادة، ومن الممكن أن تنتقل بسرعة، وتسبب في انتشار واسع المدى لفيروس كورونا، ولذلك فلا بد من دراستها بأسرع وقت. والمتغيرات التي تحتويها الطفرة الجديدة، يمكن أن تؤثر على تفاعل مستقبلات السنبلة الفيروسية «S RBD» مع المستقبل الفيروسي على الخلايا المضيفة، ما يوفر نقطة دخول الفيروس التاجي مجددا، ويهدد بإصابة المتعافيين مرة أخرى، وفقا ل«العربية» نقلا عن موقع «bioRxiv». توقعات بارتفاع إصابات ووفيات كورونا أظهرت الدراسة، أن قابلية الفيروس للانتقال ترتبط بزيادة الوفيات، إذ أن الزيادة الحتمية في معدلات الإصابة الناجمة عن المتغيرات الجديدة، ستؤدي إلى ارتفاع عدد الإصابات والوفيات. يمكن أن تتفاقم هذه التداعيات الوخيمة للعدوى الأكثر سرعة وانتشارا، من خلال فقدان فعالية العلاجات واللقاحات القائمة على الأجسام المضادة المتاحة حالياً، وانخفاض المناعة الوقائية لدى الأفراد المصابين سابقا بفيروس «الموجة الأولى». وأجرت مجموعة بحثية من شركة «ImmunityBio» في كاليفورنيا، تحليلا حسابيا لتفاعلات بروتينات الفيروس، من أجل تحسين فهم المخاطر التي يشكلها فرد أو طفرات مجتمعة في متغيرات «الموجة الثانية». واستخدم الباحثون الأمريكون، المتغير «501Y.V2» الذي ظهر في السلالة المتحورة بجنوب أفريقيا، وتأثيراته على ارتفاع تكوين البروتين السكري، إذ كشفت احتمالية تمكن المتغير الفيروسي الجديد من استبدال سلالات «كوفيد 19» الأصلية. وأكد الباحثون، أن استبدال السلالات، هو السبب المحتمل لانتشار أسرع لهذا المتغير بسبب زيادة قابلية الانتقال، وهو السبب الرئيسي أيضا وراء أهمية تتبع هذه الطفرات والتصرف في الوقت المناسب.