لم تألُ الدولة جهداً ولم تبخل مالاً في خدمة كل من يعيش على أرض المملكة العربية السعودية وقد تضاعف هذا الدعم أضعافًا في ظل جائحة كورونا، رغبة من الدولة بتخفيف إفرازات وعواقب الجائحة على الناس. إلا أن وزارة التعليم تبحر في محيط آخر فبعد أكثر من ستة أشهر من جائحة كوفيد 19، ومع بداية العام الدراسي الحالي، بدأ وكأن وزارة التعليم تفاجأت بقرار التعليم عن بعد فأخرجت لنا طفل خديج تسبب في حيرة المعلمين والمدارس قبل أن يحير أولياء الأمور والأسر. لقد صرح معالي وزير التعليم في يوم الخميس، أن الدور التعليمي انتقل من المدرسة إلى الأسرة، وهذا لا غبار عليه، إذ إن الأسرة ركن أساسي في العملية التعليمية سواء في ظل الجائحة أو بدونها ولكن قبل أن تحمل الوزارة الأسرة أدواراً تعليمية، كان من الأولى أن تقوم الوزارة بدورها بشكل صحيح في تيسير وتسهيل الوصول للمنصات التعليمية حتى يستطيع أولياء الأمور القيام بأدوارهم؟ لقد ضجت وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة برسائل تنم عن صعوبة إنشاء الحسابات عبر منصة "مدرستي"، وذلك لتعدد الخطوات وتعقدها بين توكلنا، وأبشر، ومنصة مدرستي فهل يتوقع من جميع الأسر وأولياء الأمور القدرة على التعامل مع الأجهزة والحاسبات الإلكترونية ومع أن الوزارة وضعت عدد من الفديوهات التوضيحية لفتح الحسابات إلا أنها لم تكن كافية وفعالة لحل المشكلة. إن صعوبة إنشاء الحسابات عبر منصتي خلقت سوقاً سوداء، استغل أصحابها بعض أوليا الأمور مقابل إنشاء منصة "مدرستي" للطلاب والطالبات ألم يكن من الأولى لو قامت الوزارة باختيار عدد من المعلمين والمعلمات من كل مدرسة وتدريبهم على كيفية إنشاء حساب منصة "مدرستي"، ليقوموا بدورهم بتقديم خبراتهم التدريبية ومساعدة الأسر المحتاجة للمساعدة، عن طريق ذهاب رب أو ربة الأسرة للمدرسة بالأجهزة وتدريبهم عليها بل إن ذلك سيخدم جهة الدعم الفني للمنصة من خلال ما يكتشفه المعلمون والمعلمات من مشكلات أثناء التسجيل وإنشاء الحسابات أما المعضلة الأخرى فتأتي بعد إنشاء الحساب ؛ دعونا نفترض أن ولي الأمر استطاع بعد جهد واستشارات فتح حساب في منصة "مدرستي" وهنا تأتي معاناة مريرة في فتح المنصة باستخدام الحساب ؛ فمهما حاول ولي الأمر فتح المنصة، إلا أنه يواجه بمشكلة تعليق المنصة أو طلب إدخال رمز التحقق البشري الذي مهما كتبته لا يفتح، ويطلب منك إدخال رمز تحقق جديد تلك المشكلة جعلت أولياء الأمور في دوامة، وفي حيرة وشك بأن رقم الحساب لم يكن صحيحاً مع أن المشكلة هي بالمنصة نفسها. لست متخصصاً بالتقنية، ولكن ما المشكلة، لو كان الدخول لمنصة "مدرستي" يتم عن طريق الدخول لمنصة "نور"، وبنفس حسابها؟ أيضاً، ذكر معالي وزير التعليم بأن سجل الحضور والغياب سيتم تفعيله بدء من الأسبوع القادم ونحن كأولياء أمور نجيب بأننا لا نمانع، ولكن ليس قبل إصلاح المنصة. قد يقول البعض أننا نمر بأزمة عالمية، وعلينا الصبر وتحمل جزء من المسؤوليات، وهذا صحيح، ولكن قد يكون ذلك في بداية الأزمة وليس بعد مضي أكثر من 6 أشهر فقد نعذر الوزارة عندما بدأت الجائحة، ولكن ليس بعد أن اتضح جزء كبير من الصورة فقد كان على الوزارة الاستعداد بأكثر من خطة وسيناريو، خصوصاً أن الدولة رعاها الله لم تبخل على كافة الوزارات والجهات الحكومية وحتى الخاصة بكافة أنواع الدعم. ختاما، نحن على استعداد كأولياء أمور للقيام بدورنا، فهل قامت الوزارة بدورها؟