بعد تخفيف اجراءات الحجر الصحي ، عاد أمل الحياة للناس ، واستبشر المواطنون بعودة الحركة في الشوارع رغم المخاوف من الازدحام وعدم الالتزام بشروط التباعد الاجتماعي مما يهدد بالانتشار السريع لوباء كورونا. فكانت عودتنا إلى أجواء الحياة كعودة الطيور المهاجرة، وهي تراقص أغصان الأشجار التي بدت أكثر اخضراراً. فقد كان الأحد الماضي بداية العودة إلى مظاهر الحياة الطبيعية في كل مدن مملكتنا الحبيبة عدا مكةالمكرمة وذلك بعد أكثر من شهرين على تنفيذ حكومتنا الرشيدة لإجراءات احترازية قوية للتصدي لفيروس كورونا، مما قلل تسجيل أعداد الحالات والوفيات في معظم المدن والقرى. وقد لاحظنا خلال الفترة الماضية أن هناك نتائج إيجابية للحجر الصحي على البيئة والمناخ، وتراجع الحالات إلا أننا بدأنا نشعر بحالة من الاحباط نظراً لارتفاع عدد الحلات اليومية وكذلك ارتفاع عدد الحالات الحرجة على الرغم مما تبذله الجهات المختصة وعلى رأسها وزارة الصحة من جهود وأساليب توعوية وتحذيرات مستمرة إلا أن الكثير من المواطنين والمقيمين رموا بهذه التحذيرات عرض الحائط وبدأت تزداد المخاوف من سرعة انتشار الوباء في ظل الازدحام الذي تشهده الشوارع والمحلات هذه الأيام، ومن منطلق الحفاظ على الأرواح بدأت الجهات المختصة تحذر من إمكانية اللجوء إلى فرض حظر التجول التام والشامل في أي لحظة وفقاً للمتغيرات المتعلقة بفيروس كورونا. وختاماً يمكن القول إن جائحة كورنا رغم ما خلفته من آثار سلبية على حياتنا فقد كشفت الحُجب عن كثير من العادات الخاطئة ونفضت عنها آثار النسيان وبينت حاجتنا إليها في زمن هذا الوباء لذلك علينا أن نراجع حساباتنا قبل أن تتفاقم الأمور وأن نطبق جميع الاحترازات الوقائية لنظمن الاستمرارية والبقاء في عالم ما بعد كورونا الذي لا مناص لنا من التغير والتبديل الذي أحدثه في العالم بأكمله فهل سنعود إلى نقطة الصفر أم أن السبحة ستنفرط وننتظر المصير المجهول الذي قد تكون عواقبه وخيمة على الكل لا سمح الله ؟!!