قريباً ... وبعون الله وتوفيقه وقوته ... وليس على الله ببعيد ... سوف نجتمع بكل حب واشتياق ... سنشُرع أبوابنا للجميع بكل فرح بعد عناء وخوف وهلع ... من وباء جاءنا دون موعد أو إنذار ... فحيرنا ... واحترنا ...! هل هو وباء أو امتحان أم بلاء ...؟! وعجزت عنه كبار الدول دون استثناء ...! وقفنا حائرين مبتهلين وأكفنا مرفوعة للسماء تدعوا الله الواحد القهار بأن يرحم ضعفنا ويزيح عنا هذا الوباء ... فقريبا ... إن شاء الله سوف تعج بيوت الله بالمُصلين سُجداً وركعاً مُسبحين ومُستغفرين الله وبالحمد والشكر لله على كل حال ... قريباً... إن شاء الله سوف نرى بيت الله الحرام وساحاته مُزدحمة بالمصلين والمعتمرين والحمد والشكر لله على كل حال ... قريباً ... إن شاءالله سوف نرى بيوتنا تستقبل الأقارب والأرحام والأحباب والجيران وألسنتنا تبتهل إلى الله الحمدلله على كل حال ... قريباً ... إن شاء الله سوف نرى شوارعنا مُقتضُةٌ بالسيارات والمشاكسات وألوان الإشارات والكل يقول الحمدلله على كل حال ... قريباً ... ستعود الأفراح والليالي الملاح في قصور الأفراح والفنادق والاستراحات ونقول عند انتهاء الحفل الحمدلله على كل حال ... قريباً ... أطفالنا في الملاهي يمرحون ويلعبون ونحن ننظر إليهم بشغف وفرح ونقول الحمدلله على كل حال ... قريباً ... سوف نعود لمدارسنا وجامعاتنا ووظائفنا رافعين رؤوسنا بعد أن انتصرنا على هذا الوباء مسطرين في عنان السماء بخط العزة والشموخ الحمدلله على كل حال ... قريباً ... إن شاءالله سوف نُكبر ونُهلل في جميع أرجاء مملكتنا الحبيبة وبلاد المسلمين أجمعين وتكون ذكرى ودروس وعبر وكل ما مر طيف عابر منها قلنا الحمدلله على كل حال ...! فهل من مُتعض ...؟! ونأخذ من كل ذلك العِظات والعِبر ...! ونغير في كثيرٍ من تصرفاتنا التي تعودناها قبل هذا الوباء في تعاملنا مع الله سبحانه وتعالى ومع الناس ونبتعد عن الغيبة والنميمة والحقد والحسد ونعيد النظر في تصرفاتنا الدخيلة علينا وعلى مجتمعنا المسلم المحافظ كالملابس وخلاعتها وتقليد الغرب في كل ساقطة ولاقطة ونعود بسطاء أحبةً متعاونين فيما بيننا الحشمة والوقار والعفة شعار لنا...ونعلم دون أدنى شك ان مايرسله الله لنا حق وأن الساعة آتية لاريب فيها...! وأخيراً لاتنسوا ... أحبتي ... يامن يعيش على تراب هذه الأرض الطيبة الطاهرة ... مواطنين ومقيمين ومخالفين للأنظمة ... أنكم جميعاً من أوليات اهتمام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ... فالإنسان هو الأول دون الالتفات لمالٍ و جاه أو سمعة ورياء ... فسخرت حكومتنا الرشيدة كل إمكانياتها المادية والمعنوية بتوجيهات عُليا في سبيل ذلك من أجل سلامة وصحة الجميع دون تميز بين هذا وذاك ... فهنيئاً لنا بهذا الوطن الذي أحتضن الجميع دون استثناء ... وهنيئاً لنا بأبطال كانوا في الصفوف الأولى لمكافحة هذا الوباء مخلصين أوفياء ... وكفانا الله شر هذا الوباء وأبعده وأزاحه عنا دون رجعة قريباً عاجلاً إن شاءالله بعونه وتوفيقه ... والحمدلله على كُل حال ...!