عُرفت القهوة العربيّة منذ القدم بأنّها رمز الضيافة والكرم فهي مشروب العرب الأصيل ، فلا يكاد يخلو بيت من البيوت العربيّة من القهوة التي تعبق رائحتها في كل أرجاء المنزل ، فهي عادة ما تْقدم في المناسبات المختلفة كالأفراح و الأعياد لذلك فالقهوة بكل أشكالها من المشروبات التي يحرص عليها معظم الناس بشكل يومي تقريباً خاصة في شهر رمضان المبارك فهي تعد المشروب الأساسي على مائدة الإفطار مع حبات التمر، وتضاف للقهوة بهاراتها المعروفة كالقرنفل والزعفران ، ويعتبر الهيل من أكثر أنواع البهارات التي تستخدم في صنع القهوة ذات الطابع العربي وخاصة في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى استخدامه في العديد من انواع الحلويات وكذلك إضافته عند طبخ بعض أصناف الطعام . وهنا سنتوقف قليلًا أمام هذا الذهب الأخضر كما يحلو للبعض تسميته بنوعيه الأمريكي والهندي فقد شهدت أسعاره مؤخرًا ارتفاعًا غير مسبوق لتسجل أرقاماً قياسية مقارنة بأسعاره سابقاً؛ فقد وصل سعر الكرتون من الدرجة الأولى إلى أكثر من ألف ريال وسعر الكيلو الواحد منه إلى مئتي ريال، بينما كان يباع قبل أشهر بين ثمانين وَ مئة ريال في ظل غياب الرقابة وتلاعب العمالة الوافدة بالأسعار وإيجاد سوق سوداء للاحتكار واختلاق أزمة انعدامه في أكثر المحلات متحججين بمنع هيئة الغذاء والدواء استيراد الهيل الهندي بسبب احتوائه على نسبة عالية عن المعدل المسموح به من المبيدات الحشرية التي يتم رشه بها قبل حصاده . وقد أشارت بعض الإحصاءات إلى أن السعودية تستورد أكثر من عشرة آلاف طن من الهيل سنويًّا، بقيمة تتجاوز خمس مئة مليون ريال. وتُعتبر الهند ثاني أكبر مورد للهيل إلى السعودية. وهنا اتسائل وبما أننا من أكثر الدول استيرادًا للهيل لارتباطه بعاداتنا وتقاليدنا العربية الأصيلة فلماذا لا يتم تجربة زراعته وإنتاجه محليًا ؟! فكلنا نعلم أن المملكة بيئة صالحة للزراعة نظرًا لتنوع تضاريسها ومناخها من منطقة إلى آخرى فقد نجحت زراعة العديد من الفواكه في مختلف المناطق مما يجعلنا نتسأل أيضاً عن دور وزارة الزراعة والمختبرات الزراعية وكراسي الأبحاث في عمل أي دراسات حول إمكانية زراعة الهيل من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي فقد أصبح مطلباً بدأت الكثير من الدول تنشده في مختلف أصقاع الأرض في الكثير من المجالات الزراعية منها والصناعية فهل نحن فاعلون؟!