رِسالة إلى ولي العهد محمد بنْ سلمان عبدالمحسن محمد الحارثي يُمثِّل الحوار قاعدةً أساسيَّة ومنهجيَّة ، من قواعد الدعوة إلى الله عزَّ وجل ، وقد تمَّ بناء هذه القاعدة وتأصيلها بدءاً بقوله تعالى:( اقرأ باسم ربِّك الذي خلق ) ، ومروراً بقوله سبحانه:( اُدعُ إلى سبيل ربِّك بالحِكمة والموعِظة الحسنة…). سيِّدي: المكاتب التعاونيَّة للدعوة والإرشادوتوعية الجاليات بمناطق المملكة ، والتي يزيدُ عددها عن 200 مكتب تعاوني ، تُشرف عليها ، وزارة الشؤون الإسلامية ، فهي مكاتب [ غير ربحيَّة] ، من أهدفها الدعوة إلى الله ، قال تعالى :( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمِل صالحاً وقال إنني من المسلمين). ولديها من البرامج والمشاريع الدعوية والتربوية والنوعية ، ما يحتاج إلى المال ؛ لأنّ المال عصبُ حياة ، فالماء والمال صِنوان لا يُمكن أحدٌ أنْ يعيش بدونها ، وفي المقابل الدِّين يعصِم ، وهوميْسمُ الكرام ، ورأس الدين صِحة اليقين كما قال عليه الصلاة والسلام. سيِّدي: لا يخفى على شريف مقامكم وعلمكم ، ما لهذه المكاتب من أهميَّة قُصوى ، فهي العمود الفقري للمحافظة على الهويَّة الإسلامية ، وويلٌ لاُمَّةٍ كثُرتْ فيها الطوائف ، وقلَّ فيها الدِّين ، كما قال ذلك جبران خليل جبران. ولأنَّ ظاهرة التديُّن هي أعظم ظاهرة بشريَّة في الوجود ، وأعمقها تأمُّلاً في الكيان الإنساني ، فإنَّ المُحافظة على ديننا واجب إسلامي ، والدعوة إليه دون إكراه ، قال تعالى:( لا إكراه في الدِّين) . سيِّدي: نلتمسُ في سموكم الكريم الدَّعم المالي ، والمُساندة المعنوية ، لهذه المكاتب التعاونيّة ، التي تُعنى بالدعوة إلى الله ، ودعوة غير المسلمين للإسلام ، ورعايتهم ، وتعليمهم أُمور دينهم ، وتمكينهم من حجة الإسلام والعمرة والزيارة ، والمتابعة الدائمة لهم. هذهِ المكاتب ياسيِّدي ، تُعاني اليوم من أزمات ماليَّة ، تُهدِّدُ بقاءها ، وتُضعِفُ مكانتها ؛ بِسبب الأعباء المالية التي تلحقها من رسوم وزارة الداخلية ، ورسوم وزارة العمل ، ورسوم التأمينات الإجتماعيّة ، وفواتير الكهرباء والماء والغاز ، مِمّا أثقل كاهِلها ، وأرهق ميزانياتها المحدودة ، فهي جِهة خدمية ، لها شراكات مُجتمعية ، وحكومية ، لديها من الموظفين السعوديين الكثير ، حيثُ ساهمت في السعودة والقضاء على البطالة . سيدي: في كثير من دول العالم ، مثل هذه المكاتب ، وتلك الجمعيات الخيرية ، مُعفاة من الضرائب ، والرسوم ، والمقابل المادي ، وغيرها من الاستحقاقات ، ونحنُ في بلد الخير والخيرات ، وبلد الإسلام والمسلمين ، لنحنُ أحرى ، بتعزيز مثل هذه الجمعيات والمكاتب التعاونية ، التي لها خدمات جليلة ، وشراكات فاعلة . قال جميل صدقي الزهاوي: النّاسُ لولا الدِّين يأكلُ بعضُهُم❄بعْضاً ، فليس غِنىً عنِ المِحْرابِ. وقال أبو الفتح البُستاني: واشْدد يديكَ بحبل اللهِ مُعتصِماً❄فإنهُ الرُّكنُ إنْ خانتكَ أركانُ. [email protected]