أجمع متحدثي اليوم الأول لملتقى صفقة لريادة الاعمال في خدمات الحج والعمرة والسياحة التراثية على دعم رواد الأعمال وأصحاب الهمم والمهتمين بالمشاريع المتوسطة والصغيرة من خلال استعراض تجاربهم لتحفيز الراغبين وصقل أفكارهم ليتسنى لهم البدء في تنفيذ أفكارهم. جاء ذلك في الملتقى الذي تنظمه لجنة ريادة الأعمال بغرفة مكة اذ حصر مسؤولي القطاعات المساندة لخدمات الحج والعمرة خلال الجلسات الحوارية الفرص المتاحة للمشاريع التنموية في مكةالمكرمة والطرق المدروسة في الشروع في تنفيذها ووضع آليات منظمة لضمان استدامتها. واعتبر نائب وزير الحج والعمرة عبد الفتاح مشاط أن ريادة الاعمال لاتزال وليدة في المملكة وبدأت الدولة تدفع باتجاه ريادة الأعمال لتفعيلها وفتح فرص وقنوات جديدة للاستثمار الامن المستدام، الذي يمكن الشباب من الدخول في هذه الأنشطة علما أن مقومات نجاح رواد الاعمال في المملكة كبيرة جدا ولكن لازال الدعم المادي أهم العوائق التي تواجه المشاريع الناشئة. وأضاف أن وزارة الحج والعمرة مرت خلال العامين الماضيين بتحولات كبيرة أهمها تطوير قطاع الحج والعمرة بما يتلاءم مع مكانة مكةالمكرمة والعمل على زيادة إعداد الحجاج والمعتمرين في المستقبل وتجويد الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن لتواكب اهداف ورؤية المملكة، مبينا أن الوزارة بدأت في استقبال الأفكار الإبداعية وتحرص على تطوير صناعة خدمات الحج والعمرة وضمان الجودة فيها واستكشاف خدمات جديدة وتفعيل الخدمات التكاملية واثراء تجربة الحاج والمعتمر، كاشفا عن أن ثلث الدخل في الناتج المحلي من الخدمات الأساسية وثلثي من الخدمات المساندة. ومن جانبه، تحدث مدير برنامج خدمة ضيوف الرحمن الدكتور رامي كنساره عن الفرص الاستثمارية في العديد من القطاعات التي تخدم ضيوف الرحمن بجودة عالية من خلال استعراضه للمحطات الرئيسية لرحلة ضيوف الرحمن من قبل وصولهم الى مغادرتهم البلاد ، موضحا أن مجموع الانفاق في قطاع الحج والعمرة بلغ 64.8 مليار ريال مقسمة بين الايواء والسكن، التسوق والخدمات، الاعاشة، النقل، الثقافة والترفيه، ومؤكدا أن الرؤية المستقبلية لقطاع الحج ستحظى بإجراءات وتنقلات سليمة عن طريق الاستثمار في العديد من القطاعات التي تخدم ضيوف الرحمن. فيما ناقش عضو مجلس إدارة مؤسسة مطوفي الدول العربية الدكتور محمد بياري تحول مؤسسات الطوافة الى شركات وما يوفره من خلق فرص لرواد الاعمال من الشباب والشابات للعمل ضمن قطاع الحج والعمرة، وأضاف” جاء تحول مؤسسات الطوافة تحقيقا لتوجهات الرؤية في رفع مستوى الكفاءة والأداء للمطوفين والموظفين، ورفع مستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن إضافة الى التأهب للتحول قانونيا واداريا الى شركات مساهمة وذلك يعود بالنفع على رواد الأعمال في تطور الأنظمة واللوائح وخلق بيئة عمل جاذبة وفرص جديدة للهم في مجال الخدمات والتوريدات وكافة الأنشطة المختلفة في الشركات “. واستعرض بياري تدرج الطوافة منذ بدايتها بالعمل الفردي في الاهتمام بضيوف الرحمن وحفظ مملكاتهم الشخصية الى حين انتهائهم من مناسكهم ومساعدتهم في زيارة المواقع التاريخية الى العمل الجماعي المنظم، ثم أصبحت بعد ذلك مؤسسات معتمدة تشرف عليها وزارة الحج لتواكب الاعداد الهائلة من ضيوف الرحمن ومستوى الخدمات التي تقدمها الدولة من أجل رعايتهم، مسلطا الضوء على إنجازات المملكة في الحج والعمرة في تطوير المطارات وزيادة طاقتها الاستيعابية والجهود المبذولة في بناء مشروع مترو مكةالمكرمة وقطار المشاعر المقدسة. بدوره، بين المشرف العام على قطاع النقل بوزارة الحج والعمرة الدكتور بسام غلمان أن النقل يتضمن 6 مجالات وجميعها مهيأة ليستثمر فيها رائد الأعمال تتضمن البحوث والدراسات والدعم والتدريب والتطوير والتشغيل والصيانة عدا مجالين يصعب الاستثمار المباشر فيها وهما البنى التحتية ووسائل النقل. كما أوضح رئيس لجنة التنمية الاقتصادية بأمارة منطقة مكةالمكرمة زياد فارسي أن جميع الخدمات المباشرة التي تقدم للحجاج والمعتمرين يقوم بها القطاع الخاص بإشراف مباشر من الجهات الحكومية لكي يتمكن القطاع الخاص من تقديم خدمات متميزة، ويجب الارتقاء بهذه الخدمات والتحول بها إلى صناعة متكاملة من خلال عنصرين اساسين وهي تقديم خدمات متطورة تليق بالحاج والمعتمر ودعم الجهات ذات العلاقة وتحقيق التكامل لتخلق من خلاله كثير من الفرص لرواد الاعمال. ولفت عضو لجنة ريادة الاعمال بغرفة مكة نايف الراجحي أنه منذ القدم عرف عن سكان مكة تسابقهم لخدمة الحاج والمعتمر عبر ما عرف بالسقاية والرفادة، مشيرا أن الخدمات المقدمة في مكة ترتبط بالحاج والمعتمر وهناك العديد من الفرص التي هيأتها الدولة ويتسنى لرواد الاعمال الاستثمار فيها، وأضاف” أن لجنة ريادة الاعمال حصرت هذه الفرص ومنها الارشاد السياحي داخل وخارج الحافلة ونقل أمتعة الحجاج التي تعد إشكالية تواجههم خلال تنقلاتهم بين مدن الحج”.